نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : السمهودي جلد : 3 صفحه : 7
مصلى العيد بالصحراء
ولم يكن المصلي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مسجدّا، بل كانت صحراء لا بناء بها، ونهى صلى الله عليه وسلم عن البناء بها كما سيأتي، ولهذا وقع الرجم بها. وذهب بعض العلماء إلى أن المصلى يثبت لها حكم المسجد، وإن لم يوقف، وهو مردود؛ فإن من شاهد مصلا صلى الله عليه وسلم وما ذكر من امتدادها إلى سوق المدينة كما قدمناه فيه وما بها من الدور والشوارع علم عدم صحة ذلك، وحمل الرجم المذكور في الحديث على أنه وقع بالقرب منها خلاف مقتضى اللفظ والمسجد المتخذ بها اليوم إنما هو في بعضها، وهو المحل الذي قام به النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك المسجدان الآخران، والظاهر أن بناء الثلاثة كان في زمن عمر بن عبد العزيز.
وقد قدمنا ذكر الأول منها، وهو المعروف اليوم بمسجد المصلى فيما نقله ابن شبة عن أبي غسان من الذّرع؛ لما بينه وبين المسجد النبوي.
والثاني المنسوب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه بالحديقة المذكورة عن يساره مخزن لدواب الحديقة المذكورة، ومدخل الدواب من باب المسجد الذي في شاميه، فيمتهنه أهل الحديقة بمرور البهائم منه، وربما حبسوها فيه، فدخلته مرة فوجدته كالمزبلة، وهو في غاية الامتهان قد امتلأ بروث الدواب وبولها، ولم أجد موضعا للصلاة فيه فتكلمات مع شيخ الخدام الأمير إينال الناظر على الحديقة المذكورة في أن يغير باب المخزن المذكور، ويجعله من خارج المسجد، فأمر فقيهه الفقيه الشهاب أحمد النوسي بالنظر في ذلك، فجعل على الموضع المسقف من المسجد المذكور الذي فيه المحراب جدارا في شاميه يمنع من وصول البهائم إليه، وكان في جدار المسجد الغربي مما يلي القبلة هيئة بابا مشبك، فجعله باب لذلك المحل، وبقيت رحبة المسجد التي في شاميه دهليزا للدواب، فكلمته في ذلك فذكر أنه قيل له: إن المسجد هو ذلك المسقف فقط، وجدران المسجد شاهدة بخلاف ذلك، فليتنبه له.
والمسجد الثالث المنسوب لعلي رضي الله تعالى عنه كان قد تهدّم ودثر حتى صار بعض الحجاج يدفن فيه من يموت في زمن الموسم، فإنه إلى جانب منزلة الحجاج، فجدد بناءه الأمير زين الدين ضغيم المنصوري أمير المدينة الشريفة سنة إحدى وثمانين وثمانمائة.
وأما المسجد الأول المعروف اليوم بمسجد المصلى فلم يزل مصونا، وكان بابه لا يزال مفتوحا فربما يقع له انتهاك، فأمر شيخ الخدام بغلقه، وعمارته الموجودة اليوم لا أدري لمن تنسب، إلا أني رأيت على بابه حجرا قد انمحى بعض الكتابة منه، وفيه «أمر بتجديد هذا المسجد المنسوب للنبي صلى الله عليه وسلم بعد خرابه وذهاب عز الدين شيخ الحرم الشريف النبوي، وذلك في أيام السلطان الملك الناصر حسن بن السلطان محمد بن قلاون الصالحي» وما بعد ذلك قد
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : السمهودي جلد : 3 صفحه : 7