responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : السمهودي    جلد : 3  صفحه : 229
دعوت الله إذ سغبت عيالي ... ليجعل لي لدى وسط طعاما
فأعطاني ضريّة خير بئر ... تمجّ الماء والحب التؤاما
ووسط: جبل على ستة أميال من ضرية يطأ الحاج المصعد خيشومه، وبناحيته اليسرى دارة سعتها ثلاثة أميال أو أربعة، وقنيع في أعلاها، وهي بين وسط وعسعس ويقال لها أيضا: دارة عسعس، وعسعس: جبل أحمر مجتمع في السماء بهيئة رجل جالس له رأس ومنكبان.
وأما عين ضرية وسيحها فيقال: إنه كان لعثمان بن عنبسة بن أبي سفيان، وهو الذي حفرها واغترس النخل وضفر بها ضفيرة بالصخر لينحبس الماء، وهو سد يعترض الوادي فيقطع ماءه وينحبس زمانا ليكون أغزر للعين، فلما قام أبو العباس كان ذلك فيما قبضوا، ففي آخر ولاية أبي العباس وكانت تحته أم سلمة المخزومية من بني جعفر بن كلاب وقد أحالها معروف بن عبد الله عليه فأكرمه فسأله أن يقطعه عين ضرية فأقطعه، وكان بدويا ذا زرع، فلما أرطب نخلها نزلها بأهله، وكانت نعمه ترد عليه، وسأله ناس من ضريّة أن يعريهم من نخله، فأعراهم، وصار يجني للضيفان من الرطب، ويحلب لهم من إبله، فمكث نحو شهرين، فأتاه ضيفان بعد ما ولي الرطب، فأرسل فلم يؤت إلا بقليل، وقال له الرسول: ذهب الرطب إلا ما ترى، فقال: يسوءني أن أعود على ضيفاني من نخلكم، وكان قيمه على العين زرع قثاء وبطيخا، فأتاه بشيء منه، فقال: قبح الله ما جئت به، احذر أن يراه عيالي، وكره النخل، وأراد بيعه، فاشتراه منه عبد الله الهاشمي عامل اليمامة بألفي دينار، ثم ولاه جعفر بن سليمان إذ سأله إياه، فأحدث بسوق ضرية حوانيت جعلها سماطين داخلين في سماطي ضرية الأولين فيهما نيف وثمانون حانوتا، فربما جمعت غلة الحوانيت والنخل والزرع ثمانية آلاف درهم في السنة، وكان شأن الحمى عند ولاة المدينة عظيما، كانوا يستعملون عاملا وحده، وكانت إصابته فيه عظيمة، وكان لحواطه سلطان عظيم، وحواط كل ناحية: سادة القوم وأشرافهم، وكان يقال لعامل الحمى: عامل الشرف.
وأقرب أجبل الحمى للمصعد- أي أقرب ما ترى من جباله- جبل الستار على طريق البصرة، أحمر مستطيل فيه ثنايا تسلك، ومنه طريق البصرة، بينه وبين أمرة خمسة أميال، وهو في دار غنى في ناحية هضب الأشق، وبالأشق مياه: منها الريان في أصل جبل أحمر طويل، ومن هضب الأشق هضبة في ناحية عرفج يقال لها الشيماء، وفي غربي الأشق سواج الطريق تطأ خيشومه.
ومتالع: جبل أحمر عظيم عن يمين أمرة، على ثلاثة أميال منها البثاءة بينها من أكرم أعلام العرب موضعا.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : السمهودي    جلد : 3  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست