نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : السمهودي جلد : 3 صفحه : 211
قلت: وقرين صريحه ينطبق وصفه على القرين المعروف اليوم بقرين الصرطة، وقال المطري: إن رانونا ينتهي إلى مسجد الجمعة ببني سالم، ثم يصب في بطحان. قال المراغي:
الذي رواه ابن زبالة أنه صلى الله عليه وسلم صلّى ببني سالم في ذي صلب، لا رانونا، وأن كلام ابن زبالة السابق يدل على المغايرة بينهما.
قلت: هما وإن افترقا في بعض الأماكن فينتهيان إلى مجتمع واحد، ولذا قال ابن شبة:
ثم يقترن بذي صلب، كما سبق، فيسمى برانونا لمرورها عليه، ولذا قال ابن إسحاق في أمر الجمعة: فأدركته في بني سالم بن عوف فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي وادي رانونا، فعبر به عن ذي صلب، بل فيما تقدم عن ابن زبالة أنه يأتي من جوف الحرة، فلعله المعنيّ بقول ابن شبة: ثم يجتمع ما جاء من الحرة- ويعني بالحرة حرة بني بياضة لما تقدم في منازلهم من أن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن عضب بن جشم ابتني الأطم الذي في أدنى بيوت بني بياضة الذي دونه الجسر الذي عند ذي ريش.
وأما السرارة المذكورة في كلام ابن شبة فتقدم ذكرها أيضا في منازل بني بياضة، فليست هي الحديقة المعروفة اليوم بالسرارة.
وأما بئر جشم فغير معروفة اليوم، ولعلها مضافة إلى جشم بن الخزرج الأكبر، كما حدثني مالك بن عضب، وهم ببني بياضة، وسأتي ما يرجّحه، ويحتمل أن تكون مضافة إلى جشم بن الحارث، ومنازلهم بالسنح، وهو بعيد.
وادي قناة
ومنها: وادي قناة سمي بذلك لأن تبّعا لما غزا المدينة نزل به، فلما شخص عن منزله قال: هذه قناة الأرض، فسميت قناة، وتسمى الشظاة، وفي القاموس أن هذا الوادي عند المدينة، أي ما حاذاها منه تسمى قناة، ومن أعلى منها عند السد أي الذي أحدثته نار الحرة تسمى بالشظاة.
وقال ابن شبة: وادي قناة يأتي من وج أي وج الطائف.
وعن شريح بن هانئ الشيباني أنه قدم على عمر بن الخطاب ومعه امرأته أم الغمر فأسلمت، ففرق بينهما عمر، فقال: يا أمير المؤمنين اردد عليّ زوجتي، فقال: إنها لا تحل لك إلا أن تسلم، فنزل شريح بقناة وقال:
ألا يا صاحبيّ ببطن وجّ ... روادف لا أرى لكم مقاما
ألا تريان أم الغمر أمست ... قريبا لا أطيق لها كلاما
فجعل بطن قناة بطن وج لأن السيل يأتي منه.
وقال المدائني: قناة واد يأتي من الطائف، ويصب في الأرخصية وقرقرة الكدر، ثم يأتي بئر معاوية، ثم يمر على طرق القدوم في أصل قبور الشهداء بأحد.
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : السمهودي جلد : 3 صفحه : 211