responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : السمهودي    جلد : 1  صفحه : 64
الفصل السابع في سرد خصائصها
وهي كثيرة لا تكاد تنحصر، وها أنا ذاكر ما حضرني منها الآن وإن شاركتها مكة في بعضه، فأقول وبالله التوفيق:

الخاصة الأولى: ما تقدمت الإشارة إليه من كونه صلّى الله عليه وسلّم خلق من طينتها،
وكذا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وأكثر الصحابة والسلف ممن دفن بها وروى أن الله تعالى بعث جبريل وميكائيل ليقبضا قبضة من الأرض بقدميه، فصار بعض الأرض بين قدميه وبعض الأرض موضع أقدامه، فخلقت النفس مما مس قدم إبليس؛ فصارت مأوى الشر، ومن التربة التي لم يصل إليها قدم إبليس أصل الأنبياء والأولياء.
قال في العوارف: وكانت درة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم موضع نظر الله تعالى من قبضة عزرائيل لم يمسها قدم إبليس.
وقيل: لما خاطب الله السموات والأرض بقوله: ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً [فصلت:
11] الآية أجاب من الأرض موضع الكعبة ومن السماء ما يحاذيها.
وعن ابن عباس: أصل طينة النبي صلّى الله عليه وسلّم من سرة الأرض بمكة، يعني الكعبة، وهو مشعر بأن ما أجاب من الأرض درته صلّى الله عليه وسلّم ومن الكعبة دحيت الأرض؛ فصار صلّى الله عليه وسلّم هو الأصل في التكوين.
قال في العوارف عقبه: وتربة الشخص مدفنه، فكان مقتضى ذلك أن يكون مدفنه هناك، لكن قيل: لما تموج الماء رمى الزبد إلى النواحي، فوقعت جوهرة النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى ما يحاذي تربته الشريفة بالمدينة، فكان مكيا مدنيا.
قلت: فلمكة الفضل بالبداية، وللمدينة بالاستقرار والنهاية.

الثانية: اشتمالها على البقعة التي انعقد الإجماع على تفضيلها على سائر البقاع،
كما تقدم تحقيقه.

الثالثة: دفن أفضل الأمة بها
والكثير من الصحابة الذين هم خير القرون.

الرابعة: أنها محفوفة بأفضل الشهداء
الذين بذلوا نفوسهم في ذات الله بين يدي نبيه صلّى الله عليه وسلّم؛ فكان شهيدا عليهم.
ونقل عياض في المدارك وابن الجوزي في منسكه أن مالكا كان يقول في فضل المدينة: هي دار الهجرة والسنة، وهي محفوفة بالشهداء، وبها خيار الناس بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : السمهودي    جلد : 1  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست