نام کتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار نویسنده : العمري، ابن فضل الله جلد : 3 صفحه : 521
الفضة، وله الرفارف العالية المناغية للسحب، تشرف من جهاتها الأربع على جميع المدينة والغوطة، والوادي كامل المنافع بالبيوت الملوكية والاصطبلات السلطانية، والحمام والمنافع المكملة لسائر الأغراض. وتجاه باب القصر باب من رحبته إلى الميدان الشمالي على الشرفين المقدم ذكرهما، أبنية جليلة من بيوت ومناظر ومساجد ومدارس وربط وخوانق وزوايا وحمامات ممتدة على جانبين ممتدين طول الوادي.
وقد بنى في هذه السنين نائب السلطنة [1][1] بها على الشرف الشرقي [2] منهما جامعا بديعا، يليه تربة ضخمة ودارا ملوكية، ومد قبالة الجامع سوقا نظيفا وحماما فائقا، زاد المكان حسنا على حسن وإبداعا على إبداع.
وأما حاضرها الشمالي ويسمى العقبة [3] فهو مدينة مستقلة بذاتها ذات جوامع ومساجد ومدارس وربط وخوانق وزوايا وأسواق جليلة. وحمامات وبها ديار كثيرة للأمراء والجند.
وأما نهر دمشق وهو بردى [2] فمجراه من عينين، البعيدة منهما دون قرية تسمى الزبداني [3] «4» ، ودونها عين بقرية تسمى الفيحة بذيل جبل غزتا، والماء خارج من صدع في نهاية سفل الجبل، وقد عقد على مخرج مائة قبو رومي البناء، ثم ترفده منابع في مجرى النهر، ثم يقسم النهر أربعة؛ اثنان عن اليمين [1] وردت بالمخطوط بردا. [2] الزبداني: بلدة صغيرة، كثيرة الفواكه قرب دمشق (رحلة ابن بطوطة 61) . [3] نور الدين محمود زنكي ابن عماد الدين زنكي من حكام الدولة الأتابكية في الشام، له فضائل في جهاد الصليبين ورعاية العلم ولد 511 هـ وتوفي بدمشق سنة 569 هـ (ابن خلكان 5/184) .
نام کتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار نویسنده : العمري، ابن فضل الله جلد : 3 صفحه : 521