نام کتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار نویسنده : العمري، ابن فضل الله جلد : 3 صفحه : 379
وهي تاسعة النطاق الثاني وصاحبها أورخان بن منتشا [1] وكرسيه مدينة فوكه [2] ، وبموقعها شمالي مشاريقها جزيرة دفنوسة، وقبالة هذه البلاد جزيرة المصطكي تقع وراء بلاده سواء بسواء، ولهذا صاحب فوكه نحو خمسين مدينة [3] ، ومائتي قلعة وحصن، وعساكره مائة ألف أو يزيدون، وله سيف لا يألف غمده، ولا يكف حده، يقاتل من عاده برا، وبحرا، ويخاتل من ناوأه مسلما كان أو كافرا، يركب السفن والخيل، ويخوض النهار والليل، لا يطمئن به وساد، ولا يستكن له مفرش جهاد، ولا يزال له ولإعدائه وقائع تشيب مفرق الوليد، وتذيب قلب الحديد، وتبيت الدهر منها على وعد أو وعيد، يبث سراياه في كل صوب، ويحث مطاياه في البر والبحر، في كل توجه وأوب، فما رأت الكفار حيلة، ولا طفقت تتنهّد، ولا أقبلت طلائعه على سفائنها إلا ورفعت سبابات صواريها تتشهد، وهذه العساكر ميمونة النقيبة، سعيدة التحركات، قلّ أن توجهت إلى جهة، وظفرت بمرادها وبلغت قصدها من أعدائها، وهذا هو المعروف منهم، والمستفاض حديثه عنهم، لا يخالف في هذا ممن يعرفهم، مخالف ولا يخالط، هذا شك عندهم في حديث، ولا سالف ولا يتم من يداريه، صاحب كرمينان من أمراء الأتراك سواه، ويراهنه ويقنع بأيسر موالاة منه، ولا يقدم عليه إلا صاحب كرمينان، فأما كل من سواه فدونه قدرا، ومكانة وله عليهم المزية والمزيد ودرهم هذه المملكة، ورطلها ومدها وأسعارها مثل كرمينان. [1] هو حاكم مبلاس وليست فوكه (رحلة ابن بطوطة 194) . [2] فوجه: مدينة للكفار على الساحل البحر على مسيرة يوم من مغنيسة، أهلها يبعثون هدية في كل سنة إلى سلطان مغنيسة (رحلة ابن بطوطة 203) . [3] منها معلابالاط ومبلاس ومكرى ومرمرس (معجم الأنساب 230) .
نام کتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار نویسنده : العمري، ابن فضل الله جلد : 3 صفحه : 379