responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار نویسنده : العمري، ابن فضل الله    جلد : 24  صفحه : 347
لزينب على ابنه يزيد، خرج حتى قدمها، وبها يومئذ الحسن بن علي رضي الله عنهما، فبدأ أبو الدرداء بزيارته، فلما رآه قام إليه وصافحه إجلالا لصحبته، ثم قال له: ما أتى بك يا أبا الدرداء؟ قال: وجهني معاوية خاطبا على ابنه يزيد، زينب بنت إسحاق، فقال له الحسن، لقد كنت أريد نكاحها، وما أخرته إلا لينقضي إقراؤها، فاخطب رحمك الله عليّ وعليه، وابذل لها من المهر مثل ما بذل لها معاوية عن ابنه، فقال: أفعل، فلما دخل عليها أعلمها بما كان، فقالت: يا أبا الدرداء، لو أن هذا الأمر جاءني وأنت غائب، لأشخصت فيه الرسل إليك واتبعت فيه رأيك ولم أقطعه دونك، فأما إذا كنت أنت المرسل، فقد فوضت أمري بعد الله إليك، وجعلته في يديك، فاختر لي أرضاهما لديك، والله شاهد عليك، فاقض في قصدي بالتحري ولا يصدّنّك اتباع هوى، فليس أمرهما عليك خفيا، ولا أنت عما طوقتك [ص 229] غنيّا، فقال أبو الدرداء:
أيتها المرأة، إنما عليّ إعلامك، وعليك الاختيار لنفسك، قالت: عفا الله عنك، إنما أنا ابنة أخيك، ولا غنى لي عنك فلا يمنعك رهبة أحد من قول الحق فيما طوقتك، فقد وجب عليك أداء الأمانة فيما حملتك، والله خير من روعي وخيف، إنه بنا خبير لطيف، فلما لم يجد بدّا من القول قال: أي بنية، ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليّ، والله أعلم بخيرهما لك، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا شفتيه على شفتي حسن، فضعي شفتيك حيث وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم شفتيه، قالت: قد اخترته، فتزوجها الحسن عليه السلام، وساق لها مهرا عظيما، وبلغ معاوية ما فعل أبو الدرداء فتعاظمه جدا، ولامه شديدا، وقال: من يرسل ذا بله وعمى ركب خلاف ما يهوى، وكان عبد الله بن سلام قد استودعها مالا قبل شخوصه إلى الشام، مالا عظيما، فلما طال مكث ابن سلام بدمشق، جفاه معاوية لقوله فيه إنه خدعه، فشخص إلى العراق، وهو لا يظن إلا جحودها الوديعة لطلاقه لها من

نام کتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار نویسنده : العمري، ابن فضل الله    جلد : 24  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست