responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار نویسنده : العمري، ابن فضل الله    جلد : 24  صفحه : 327
[ص 211] بين يديه، فمن ازداد تأهيله، زاد تفضيله، وإلا فأمير المؤمنين لا يريد إلا وجه الله، ولا يحابي أحدا في دين، ولا يحابي في حق، فإن المحاباة في الحق مداجاة على المسلمين، وكل ما هو مستمر إلى الآن، مستقر على حكم الله، مما فهمه الله له، وفهّمه سليمان، لا يغير أمير المؤمنين في ذلك، ولا في بعضه مغيرا، شكرا لله على نعمه، وهكذا يجازي من شكر، ولا يكدر على أحد موردا نزه الله نعمه الصافية به عن الكدر، ولا يتأول في ذلك متأول، إلا من جحد النعمة أو كفر، ولا يتعلل متعلل، فإن أمير المؤمنين نعوذ بالله، ونعيذ أيامه من الغير، وأمر أمير المؤمنين، أعلى الله أمره، أن يعلن الخطباء بذكره وذكر سلطان زمانه على المنابر في الآفاق، وأن يصرف باسمهما النقود وتسير بالإطلاق، ويوشح بالدعاء لهما عطف الليل والنهار، ويصرح منه بما يشرق وجه الدرهم والدينار، وتتهيأ به وتتناهى المنابر ودور الضرب هائل يرفع اسمهما على أسرة مهودها، وهذه أعلا أسارير يقودها، فالخطب والذهب معدنهما واحد، وبهما يذكر الله، فهما مساجد، وهذه تقام بسببها الصلاة، وتلك تدام بها الصلات، وكلاهما مما تستمال به القلوب، ولا تلام على ما تعيه الآذان وتوعيه، وما منهما إلا ما تحذف بجواهره الأحداق، وتميل إليه الأعناق، وتبلغ به المقاصد، وكلاهما أمر مطاع، وإذا لمعت بارقة الخطب، طار للذهب شعاع، ولولا [هـ] ما اجتمع جمع ولا انضم، ولا عرف الإمام ممن يأتم، ولولا الأعمال ما رتبت الأموال، ولولا الأموال ما وليت الأعمال، ولأجل ما بينهما من هذه النسبة، قيل إن الملك له السكة والخطبة، وقد أسمع أمير المؤمنين في هذا المجمع المشهود ما يتناقله كل خطيب، ويتداوله كل بعيد وقريب، ومختصره أن الله أمر بأوامر، ونهى بنواه، وهو رقيب، وستفرع الألباب لها [ص 212] السجايا، وتفرع الخطباء لها شعوب الوصايا، وتتكمّل بها المزايا، وتخرج من المشايخ الخبايا من الزوايا، ويسمر بها السمار، ويترنم الحادي والملاح، ويرق

نام کتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار نویسنده : العمري، ابن فضل الله    جلد : 24  صفحه : 327
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست