) وبعد (فإن فضل الإسناد أظهر من أن يقام عليه دليل. ولذا ترى العلماء قد ضربوا له آباط الإبل وأكباد الجياد جيلاً بعد جيل. وأني لما أخرجتني نكباء الحوادث من مسقط رأسي. ورباع أحبتي ومجامع سروري وأنسي. مدينة السلام بغداد. لا زالت برجاً لشموس الأولياء الأمجاد. لم تزل ترفل بي سفن البر والبحر. وتهرول بي في شعاب برد وحر.
لا أستقر بأرض أو أسير إلى ... أخرى بشخص قريب عزمه ناء
يوماً بحزوي ويوماً بالعقيق ويو ... ماً بالعذيب ويوماً بالخليصاء
وتارة أنتحي نجداً وآونةً ... شعب الحزون وحيناً قصر تيماء
حتى حللت حرم الخلافة العظمى. ودار السلطان الكبرى. خلدها الملك المولى. فاجتمعت هناك بمصنفين منصفين. ومشتغلين بنار الوجد مشتعلين. دأبهم اقتناص الشوارد. وديدنهم افتضاض أبكار الفوائد. ولهم أخلاق أرق من دمعة الصب. وألطف من وابل غب الجدب. يميطون عن الغريب همه. وينسونه أباه الشفيق وأمه. لا ينكرون فضل فاضل. ولا يكرون بأسنة السنة التجهيل على أعزل جاهل. وإن من أولئك الكرام. والفضلاء الفخام. أناساً استمعوا لحسن ظنهم درسي. وتجرعوا بخندريس اللطافة كاسات أنسي. وقرءوا على بعض منقول ومعقول. وقبلوني شيخاً وكنت أظن أن لست بمقبول.) منهم (حضرة النازل مني منزلة ولدي. أبو المكارم جمال الدين صديق بك أفندي. ابن مولانا المسامت فضله هامات النجوم. حضرة عارف أفندي قاضي عسكر الروم.) ومنهم (ذو الذهن الذي يشق الشعر. والكاسي غواني المعاني أبهى الحبر. ذو الفضل الذي أقربه القاصي والداني. أبو اليمن علم الهدى السيد محمد رشدي أفندي الشترواني) ومنهم (الفاضل الزكي. والكامل الذكي. أعز أحبتي وأخواني. أبو البركات نجم الدين عبد الله أفندي الداغستاني.) ومنهم (جامع أفراد الكمال. والمتحلي بأشرف الخصال. زكي الأوائل والثواني. أبو الفوز جلال الدين السيد محمد الداغستاني) ومنهم (أخي الحميم. ذو الطبع السليم. والذهن المستقيم. المثابر على ارتشاف العلوم. واستكشاف سرها المكتوم. الصارم الهندي أبو الضياء نور الدين السيد إبراهيم أفندي. كان الله تعالى لي ولهم. وأعظم بين الأقران فضلهم. وبعد أن قرأوا علي ما قرأوا. وسمعوا مني ما سمعوا. طلبوا مني لعلمهم بفضل الإسناد الإجازة بما تجوز لي روايته. وصحت لدي والحمد لله عز وجل درايته. فأنشدتهم لعرفاني بنفسي. وحالي بين أبناء جنسي.
ولست بأهل إن جاز فكيف أن ... أجيز ولكن الحقائق قد تخفى
وأضواء فكري قد عرتها حوادث ... فآونة تخفى وآونة تطفى
ولولا رجائي منكم صالح الدعا ... لما رسمت يمناي في مثل ذا حرفا