responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غرائب الاغتراب نویسنده : الآلوسي، شهاب الدين    جلد : 1  صفحه : 117
وأرسلت إليه رسالة أخرى جواباً عن قصيدته الثانية. لكنها لعطفها عما تضمنته السابقة من الفصاحة والبلاغة ثانية.) ونصها (: أحمد الله حمداً على وصول ما تفضلت به من رقيق خز النثر والنظم. وصفيق نسج وحده من مبتكرات الخال والعم. فلله تعالى أبوك كيف اصطدت عنقاء جو الغرائب بحبائل فضلك. واقتدت جوزاء سماء العجائب بحبال قمر عقلك. وكيف نقشت من الزوراء في عقد حواسي المستقيمة. فسحرتني يا بن الفاروق. وأنا في فروق. وروقت لي في كاسات الحروف ريثما خرجت من الحدباء خندريس المعاني القويمة. فأسكرتني يا رب الراووق. قبل أن أذوق.) ولقد هممت (بمجاراتك فكبا أدهم يراعي. فضاق ذرعاً عن طويل باعك ذراعي. فقلت لنفسي لا بد أن أفعل. وأنازل هذا الشاكي السلاح وإن كنت أعزل. فناداني عقلي ويحك ما الذي اعتراك. أتراك ترضى أن تقول أطفال المكاتب خرف الشيخ العربي لما عاشر الأتراك. بل كأني بالناس حتى النساء يقولون إن أقدمت على ما تروم. سبحان الله تعالى عاد فيل ذهنه وهو ابن سيد قريش عنكبوتاً في حجر الروم. فأربع فديتك على نفسك. ودعني من تسويد قراطيس شهرتك بنفسك. فعند ذلك جعلت يدي لثام فمي وحبست في غار دواتي جان قلمي. إلا أني بعد برهة استأذنت في إفادة الحال. فحررت هذه الأحرف ومعاذ الله أن يمر بفكري قصد النزال. فأحمد الله سبحانه إليك ثم أحمد. وأرجوك أن تدعو لي بالسلامة والعود أحمد. فقد عظمت مني الأشواق. إلى ربوع العراق. وضعفت طاقتي عن تحمل الفراق. وقويت صبوتي لسماع شيطان شعرك يا ملك الطاق. ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لما قلقت ركائبي. ولا ارتحلت عن أرضٍ حلت بها عني التمائم أيدي شبابي. ولا أرقت لذكر أحبابٍ ذوي أدب. ينسل ياجوج الذكاء وماجوج الدهاء إلى حدائبهم من كل حدب. ولكن حدود الإرادة الربانية. لا يتسنى لرسوم العبودية أن تتعداها وأنى لهاتيك الأمنية.) ومن كتبت عليه خطا خطاها (. فأسأل الله عز وجل أن يحلي بلطفه اللطيف صحيفة رحلتي عن دياري. ويجعل مسك فضله المنيف ختام العود بالخير إلى أحبابي وسماري. هذا وسلام الله ورحمته وبركاته عليكم. وعلى من ينتمي من ذوي النهي في الغدو والرواح إليكم. انتهى.
) وأرسل لي (ذو الفضل الجليل الجلي. مدامي وراووقي. حضرة عبد الباقي أفندي الفاروقي. عدة أبيات. على شعراء العصر أبيات. تتضمن مدح هذا الفقير. الذي هو بالقدح جدير.
) منها قوله (:
مهما هممت بأن أحرر ما جرى ... من بعد بعدكم بصدر كتاب
من مقلتي على المهارق دحرجت ... أكر الدموع صوالج الأهداب
فلذا تراني والصبابة مشربي ... ذا صبوة لملاعب الأحباب
أهفو لمن سكنوا فروق وحركوا ... بالكسر قلب أخي هوى وتصابي
يرعى النجوم بأعين أهدابها ... بانت معلقة بذيل شهاب
) ومنها قوله (:
سبقت شهاب الدين والشهب تسبق ... فأرسلت ما يندي علي ويعبق
كتاب كما يتلى الكتاب خلاً له ... حديث كما يروى الحديث المصدق
أضاء الفضا في صفح ما قد خططته ... كما ضاء في وجه الحقيقة نورق
أعدت إلى الدنيا فتاة وربما ... غلاماً كلا الوجهين في الحسن ريق
وآنستني من وحشة فكأنما ... مددت على الظل والشمس تحرق
أخذت بأطراف الكمال فحزته ... فخط الورى منه الذي تتصدق
جمعت معاني الحسن في طي مهرق ... ولم أحتسب أن يجمع الحسن مهرق
وهبنا شدونا كالبلابل أنه ... جميع المعاني في مديحك تنطق
ولا فضل لي إلا القصائد إنها ... آماؤك يجلوها بياني فتشرق
وماذا عسى نهدي إليك وأننا ... جداول في تيار بحرك نغرق
وما زلت تهدي كل حين جواهراً ... فتخزن منها ما نشاء وتنفق
أيرى فضلاء العصر دونك قصرت ... إلى عفوك الأدنى تحب وتعنق
وجدتك شمس العلم أشرق نورها ... فلست أراعي كوكباً يتألق
) ومنها قوله (:
مذ غبت عنا شهاب الدين في أفقٍ ... طلعت فيه رفيع القدر والجاه
قد استدارت على أقطاب ألسنة ... تبدي عليك الثنا أفلاك أفواه
فأطلعت من مساعيك الحسان لنا ... للاهتداء كل نجم زاهرٍ زاه
أنت ابن شمس هدىً عزت نظائره ... ما أنت بابن نجيم رب أشباه

نام کتاب : غرائب الاغتراب نویسنده : الآلوسي، شهاب الدين    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست