responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سفر نامه نویسنده : ناصر خسرو    جلد : 1  صفحه : 56
وفيهَا أَرْبَاب عائلات يملك الْوَاحِد مِنْهُم خمسين ألف من من زَيْت الزَّيْتُون يحفظونها فِي الْآبَار والأحواض ويصدرونها إِلَى أَطْرَاف الْعَالم وَيُقَال إِنَّه لَا يحدث قحط فِي بِلَاد الشَّام وَسمعت من ثِقَات أَن وليا رأى النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهُ ساعدنا فِي معاشنا يَا رَسُول الله فَأَجَابَهُ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام على خبز الشَّام وزيته
والآن أصف مَدِينَة بَيت الْمُقَدّس
وصف بَيت الْمُقَدّس
هِيَ مَدِينَة مشيدة على قمة الْجَبَل لَيْسَ بهَا مَاء غير الأمطار ورساتيقها ذَات عُيُون وَالْمَدينَة محاطة بسور حُصَيْن من الْحجر والجص وَعَلَيْهَا بوابات حديدية وَلَيْسَ بقربها أَشجَار قطّ فَإِنَّهَا على رَأس صَخْر وَهِي مَدِينَة كَبِير كَانَ بهَا فِي ذَلِك الْوَقْت عشرُون ألف رجل وَبهَا أسواق جميلَة وأبنية عالية وكل أرْضهَا مبلطة بِالْحِجَارَةِ وَقد سووا الْجِهَات الجبلية والمرتفعات وجعلوها مسطحة بِحَيْثُ تغسل الأَرْض كلهَا وتنظف حِين تنزل الأمطار وَفِي الْمَدِينَة صناع كَثِيرُونَ لكل جمَاعَة مِنْهُم سوق خَاصَّة وَالْجَامِع شَرْقي الْمَدِينَة وسوره هُوَ سورها الشَّرْقِي وَبعد الْجَامِع سهل كَبِير مستو يُسمى الساهرة يُقَال أَنه سَيكون ساحة الْقِيَامَة والحشر وَلِهَذَا يحضر إِلَيْهِ خلق كَثِيرُونَ من أَطْرَاف الْعَالم ويقيمون بِهِ حَتَّى يموتوا فَإِذا جَاءَ وعد الله كَانُوا بِأَرْض الميعاد اللَّهُمَّ عفوك ورحمتك بعبيدك ذَلِك الْيَوْم آمين يَا رب الْعَالمين وعَلى حافة هَذَا السهل قرافة عَظِيمَة ومقابر كثير من الصَّالِحين يُصَلِّي بهَا النَّاس ويرفعون بِالدُّعَاءِ أَيْديهم فَيَقْضِي الله حاجاتهم اللَّهُمَّ تقبل حاجاتنا واغفر ذنوبنا وسيئاتنا وارحمنا بِرَحْمَتك يَا أرْحم الرَّاحِمِينَ وَبَين الْجَامِع وَسَهل الساهرة وَاد عَظِيم الانخفاض كَأَنَّهُ خَنْدَق وَبِه أبنية كَثِيرَة على نسق أبنية الأقدمين وَرَأَيْت قبَّة من الْحجر المنحوت مقامة على بَيت

نام کتاب : سفر نامه نویسنده : ناصر خسرو    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست