responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سفر نامه نویسنده : ناصر خسرو    جلد : 1  صفحه : 113
طَرِيق الشَّام ومصر فبلغوا الْمَدِينَة فِي سفينة وَقد بَقِي عَلَيْهِم أَن يقطعوا مائَة فَرسَخ وَأَرْبَعَة حَتَّى عَرَفَات وهم فِي السَّادِس من ذِي الْحجَّة فَقَالُوا إِن كلا منا يدْفع أَرْبَعِينَ دِينَارا لمن يرحلنا إِلَى مَكَّة فِي هَذِه الْأَيَّام الثَّلَاثَة الْبَاقِيَة لنلحق الْحَج فجَاء الْأَعْرَاب وأوصلوهم إِلَى عَرَفَات فِي يَوْمَيْنِ وَنصف يَوْم وَأخذُوا أُجُورهم ذَهَبا وَكَانُوا قد شدوهم إِلَى جمال سريعة وَأتوا بهم من الْمَدِينَة إِلَى عَرَفَات وَقد هلك اثْنَان مِنْهُم وَكَانُوا مُوثقِينَ على الْجمال وَكَانَ أَرْبَعَة مِنْهُم نصف أموات وَقد بلغُوا عَرَفَات وَنحن هُنَاكَ سَاعَة صَلَاة الْعَصْر وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ الْوُقُوف أَو الْكَلَام قَالُوا إِنَّا توسلنا كثيرا فِي الطَّرِيق أَن يَأْخُذ هَؤُلَاءِ الْأَعْرَاب الذَّهَب الَّذِي اشترطنا وَأَن يتركونا فَإِنَّهُ لَا طَاقَة لنا على مُوَاصلَة السّفر وَلَكنهُمْ لم يسمعوا لنا وساقونا على هَذَا النَّحْو وَمهما يكن فقد حج هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَة وعادوا عَن طَرِيق الشَّام
وَبعد أَن أكملت الْحَج تَوَجَّهت نَحْو مصر فقد كَانَت لي بهَا كتب وَلم يكن فِي نيتي أَن أَعُود اليها وَقد صَحِبت أَمِير مَكَّة إِلَى مصر هَذَا الْعَام فقد كَانَ لَهُ رسم على السُّلْطَان يعطاه كل سنة لِقَرَابَتِهِ من أَبنَاء الْحُسَيْن بن عَليّ صلوَات الله عَلَيْهِمَا فركبت السَّفِينَة مَعَه حَتَّى مَدِينَة القلزم وَمن هُنَاكَ سرنا إِلَى مصر
فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة (1049) وَأَنا بِمصْر جَاءَ الْخَبَر أَن ملك حلب قد شقّ عَصا الطَّاعَة على السُّلْطَان وَكَانَ تَابعا لَهُ وَكَانَ آباؤه ملوكا على حلب وَكَانَ للسُّلْطَان خَادِم اسْمه عُمْدَة الدولة هُوَ أَمِير المطالبين وَكَانَ عَظِيم الجاه وَالْمَال وَيُسمى مطالبا من يبْحَث عَن تلال مصر عَن الْكُنُوز والدفائن وَيَأْتِي لهَذَا الْأَمر رجال من الْمغرب وأديار مصر وَالشَّام ويتحمل

نام کتاب : سفر نامه نویسنده : ناصر خسرو    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست