نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 91
وكان عثمان رضي الله عنه معهم وأول آية نزلت من القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم نزلت في الجبل المذكور وهو أخذ من الغرب إلى الشمال ووراء طرفه الشمالي جبانة الحجون التي تقدم ذكرها. وسور مكة إنما كان من جهة المعلى وهو مدخل إلى البلد ومن جهة المسفل وهو مدخل أيضا إليه ومن جهة باب العمرة وسائر الجوانب جبالا لا تحتاج معها إلى سور وسورها اليوم منهدم إلا آثاره الباقية وأبوابه القائمة.
ذكر بعض مشاهدها المعظمة وآثارها المقدسة
مكة شرفها الله كلها مشهد كريم كفاها شرفا ما خصها الله به من مثابة[1] بيته العظيم وما سبق لها من دعوة الخيل إبراهيم وأنها حرم الله وأمنه وكفاها أنها مشأ النبي صلى الله عليه وسلم الذي آثره الله بالتشريف والتكريم وابتعثه بالآيات والذكر الحكيم فهي مبدأ نزول الوحي والتنزيل وأول مهبط الروح الأمين جبريل وكانت مثابة أنبياء الله ورسله الأكرمين وهي أيضا مسقط رؤوس جماعة من الصحابة القرشين المهاجرين الذين جعلهم الله مصابيح الدين ونجوما للمهتدين.
فمن مشاهدها التي عانياها قبة الوحي وهي في دار خديجة أم المؤمنين رضى الله عنها وبها كان ابتناء النبي صلى الله عليه وسلم بها وقبة صغيرة أيضا في الدار المذكورة فيها كان مولد فاطمة الزهراء رضي الله عنها وفيها أيضا ولدت سدي شباب أهل الجنة: الحسن والحسين رضي الله عنهما[2] وهذه المواضع المقدسة المذكورة مغلقة مصونة قد بنيت بناء يليق بمثلها.
ومن مشاهدها الكريمة أيضا مولد النبي صلى الله عليه وسلم والتربة [1] المثابة: مجتمع الناس. [2] في سائر التواريخ أن الحسن والحسين ولدا في المدينة.
نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 91