نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 89
يحتوي على دار وبساتين والجمع ملك أحد المكيين، وقد أحد ث في المكان مطاهر وسقابة للمعتمرين وعلى جانب الطريق دكان مستطيل تصف عليه كيزان[1] الماء ومراكن[2] مملوءة للوضوء وهي القصارى الصغار وفي الموضع بئر عذبة يملأ منها المطاهر المذكورة فيجد المعتمرون فيها مرفقا[3] كبيرا للطهور والوضوء والشرب فصاحبها على سبيل المعمورة بالأجر والثواب وكثير من الناس المتأجرين من يعينه على ما هو بسبيله وقيل: إن له من ذلك فائدا كبيرا.
وعن جانبي الطريق في هذا الموضع جبال أربعة: جبلان من هنا وجبلان من هنا عليها أعلام من الحجارة وذكر لنا أنها الجبال المباركة التي جعل إبراهيم عليه السلام عليها اجزاء الطير ثم دعاهن حسبما حكى الله عز وجل سؤاله إياه جل وعلا أن يريه كيف يحيى الموتى وحول تلك الجبال الأربعة جبال غيرها وقيل: إن التي جعل إبراهيم عليها الطير سبعة منها والله أعلم.
وعند إجازتك الزاهر المذكور تمر بالوادي المعروف بذي طوى الذي ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل فيه عند دخول مكة وكان ابن عمر رضي الله عنهما يغتسل فيه وحينئذ يدخلها وحوله آبار تعرف بالشبيكة. وفيه مسجد يقال: إنه مسجد إبراهيم عليه السلام فتأمل بركة هذا الطريق ومجموع الآيات التي فيه والآبار المقدسة التي اكتنفته.
وتجيز الوادي إلى مضيق تخرج منه إلى الأعلام التي وضعت حجزا بين الحل ولاحرم فما داخلها إلى مكة حرم وما خارجها حل وهي كالأبراج [1] الكيزان، الواحد كوز: أبريق صغير. [2] المراكن، الواحد مركن: إناء لغسل الثياب. [3] المرفق: ما انتفعت به.
نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 89