responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير    جلد : 1  صفحه : 246
ذكر مشاهده المركمة وآثاره المعظمة
فأولها مشهد رأس يحيى بن زكرياء عليهما السلام وهو مدفون بالجامع المكرم في البلاط القبلي قبالة الركن الأيمن من المقصورة الصحابية[1] رضى الله عنهم وعليه تابوت خشب معترض من الأسطوانة وفوقه قنديل كأنه من بلور مجوف كأنه القدح الكبير لا يدرى أمن زجاج عراقي أم صوري هو أم من غير ذلك. ومولد إبراهيم صلى الله عليه وسلم وعلى نبينا الكريم وهو بصفح جبل قاسيون عند قرية تعرف ببرزة وهي من أجمل القرى وهذا الجبل مشهور بالبركة في القديم لأنه مصعد االنبياء صلوات الله عليهم ومطلعهم وهو في الجهة الشمالية من البلد وعلى مقدار فرسخ، وهذا المولد المبارك غار مستطيل ضيق وقد بنى عليه مسجد كبير مرتفع مقسم على مساجد كثيرة كالغرف المطلة وعليه صومعة عالية ومن ذلك الغار رأى صلى الله عليه وسلم الكوكب ثم القمر ثم الشمس حسبما ذكره الله تعالى في كتابه عز وجل[2] وفي ظهر الغار مقامه الذي كان يخرج إليه، وهذا كله ذكره الحافظ محدث الشام أبو القاسم بن هبة الله بن عسكر الدمشقي في تاريخه في أخبار دمشق وهو

[1] هي أول مقصورة وضعت في الإسلام وضعها معاوية بن أبي سفيان.
[2] سورة الأنعام، الآية 76- 78.
هذه السقاية وألواح د بعيد من الآخر ودور كل واحد منهما نحو الأربعين شبرا والماء نابع فيهما والثانية في دهليز باب الناطفيين بازاء المعلمين والثالثة عن يسار الخارج من باب البريد والراعبة عن يمين الخارج من باب الزيادة. وهذه أيضا من المرافق العظيمة للغرباء وسواهم والبلد كله سقايات قل ما تخلو سكة من سككه أو سوق من اسواقه من سقاية والمرافق به أكثر من أن توصف والله يبقيه دار إسلام بقدرته.
نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست