نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 208
ومتوكلها؟! مدينة كبيرة قداتسولى الخراب عليها إلا بعض جهات منها هي اليوم معمورة وقد أطنب المسعودي رحمه الله في وصفها ووصف طيب هوائها ورائق حسنها وهي كما وصف وإن لم يبق إلا الأثر من محاسنها والله وارث الأرض ومن عليها لا إله غيره. فأقمنا بهذا الموضع طول يومنا مستريحين وبيننا وبين مدينة تكريت مرحلة ثم رحلنا منه وأسرينا الليل كله فصبحنا تكريت مع الفجر من يوم الجمعة التاسع عشر من الشهر وهو أول يوم من يونيه[1] فنزلنا ظاهرها مستريحين ذلك اليوم. [1] يونيه: حزيران. ذكر مدينة تكريت حرسها الله تعالى
هي مدينة كبيرة واسعة الإرجاء فسيحة الساحة حفيلة الأسواق كثيرة المساجدغاصة بالخلق أهلها أحسن اخلاقا وقسطا في الموازين من أهل بغداد ودجلة منها في جوفيها ولها قلعة حصينة على الشط هي قصبتها المنيعة ويطيف بالبلد سور قد أثر الوهن فيه وهي من المدن العتيقة المذكورة.
ورحلنا مع عشي اليوم المذكور وأسرينا طول الليل وأصبحنا يوم السبت الموفى عشرين منه بشط دجلة فنزلنا مريحين ومن ذلك الموضع يستصحب الماء ليوم وليلة فاستصحبنا ورحلنا ذلك اليوم ضحوة فأسرينا إلى الليل ونزلنا لأخذ نفس راحة واختلاس سنة نوم فهومنا[2] هنيهة ورحلنا وأسأدنا[3] إلى الصباح. وتمادى سيرنا إلى أن رافتع النهار من يوم الأحد بعده فنلزنا قائلين بقربة على شط دجلة تعرف بالجديدة وبمقربة منها قرية كبيرة [2] هومنا: نمنا قليلا. [3] أسأدنا: أسرعنا السير، أو سرنا الليل دون توقف.
نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 208