نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 203
سائر الحرم الباقيات من عهد جده وابيه وعلى جميع من تضمه الحرمة الخلافية يعرف بالصاحب مجد الدين استذا الدار هذا لقبه ويدعى له اثر الدعاء للخليفة وهو قل ما يظهر للعامة اشتغالا بما هو بسبيله من أمور تلك الديار وحراستها والتكفل بمغالقها وتفقدها ليلا ونهارا.
ورونق هذا الملك إنما هو على التفيان والأحابش المجابيب[1] منهم فتى اسمه خالص وهو قائد العسكرية كلها ابصرناه خارجا أحد الأيام وبين يديه وخلفه أمراء الأجناد من الأتراك والديلم وسواهم وحوله نحو خمسين سيفا مسلولة في أيدي رجال قد احتفوا به فشاهدنا من أمره عجبا في الدهر وله القصور والمناظر على دجلة.
وقد يظهر الخليفة في بعض الأحيان بدجلة راكبا في زورق وقد يصيد في بعض الأوقات في البرية وظهوره على حالة اختصار تعمية لأمره على العامة فلا يزداد أمره مع تلك التعمية إلا اشتهارا وهو مع ذلك يحب الظهور للعامة ويؤثر التحبب لهم وهو ميمون النقيبة عندهم وقد استسعدوا بأيامه رخاء وعدلا وطيب عيش فالكبير والصغير منهم داع له.
أبصرنا هذا الخليفة المذكور وهو أبو العباس أحمد الناصر لدين الله بن المستضيء بنور الله أبي محمد الحسن بن المستنجد بالله أبي المظفر يوسف ويتصل نسبه إلى أبي الفضل جعفر المقتدر بالله إلى السلف فوقه من أجداده الخلفاء رضوان الله عليهم بالجانب الغربي أمام منظرته به وقد انحدر عها صاعدا في الزورق إلى قصره بأعلى الجانب الشرقي على الشط وهو في فتاء من سنه أشقر اللحية صغيرها كما اجتمع بها وجهه[2] حسن الشكل جميل المنظر أبيض اللون معتدل القامة رائق الرواء سنه نحو الخمس وعشرين سنة، [1] أراد بالمجابيب الخصيان. [2] أراد باجتمع بها وجهه: ملأت لحيته وجهه.
نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 203