responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 261
والفقهاء[1] وحضر زوجها الأمير عيسى الذي بنته زوجة السلطان فقعد معها على فراش واحد وهومعتل بالنقرس، فلا يستطيع التصرف على قدميه ولا ركوب الفرس وإنما يركب العربة وإذا أراد الدخول على السلطان أنزله خدامه وأدخلوه إلى المجلس محمولاً وعلى هذه الصورة رأيت أيضا الأمير نغطي، وهو أبو الخاتون الثانية وهذه العلة فاشية[2] في هؤلاء الأتراك ورأينا من هذه الخاتون بنت السلطان من المكارم وحسن الأخلاق ما لم نره من سواها وأجزلت الإحسان وأفضلت جزاها الله خيراً.
وكان للسلطان ولدان شقيقان، وأمهما جميعا الملكة طَيْطُغْلي التي قدمنا ذكرها، والأكبر منهما اسمه تِينَ بك "بتاء معلوة مكسورة وياء مد ونون مفتوح" وبك معناه الأمير، وتين معناه الجسد. فكأن اسمه أمير الجسد، واسم أخيه جان بك "بفتح الجيم وكسر النون"، ومعنى جَانِ الروح فكأنه يسمى أمير الروح. وكل واحد منهما له محلة على حدة وكان تين بك من أجمل خلق الله صورة. وعهد له أبوه بالملك وكانت له الخطوة والتشريف عنده. ولم يرد الله ذلك فإنه لما مات أبوه ولي يسيراً، ثم قتل لأمور قبيحة جرت له. وولي أخوه جانِ بك وهو خير منه وأفضل. وكان السيد الشريف ابن عبد الحميد هو الذي تولى تربية جَانِ بك وأشار عليّ هو والقاضي حمزة والإمام بدر الدين القوامي والإمام المقري حسام الدين البخاري وسواهم حين قدومي أن يكون نزولي بمحلة جانِ بك المذكور لفضله ففعلت ذلك.

[1] تكرر ذكر الفقهاء في هذه العبارة، ويظهر – والله أعلم – أن المقصود بالأولى – كبار الفقهاء، وبالأخيرة: عامتهم.
[2] لا غرابة في ذلك، فالنقرس يسمى: داء الملوك.
ذكر سفري إلى مدينة بلغار:
وكنت سمعت بمدينة بلغار1 فأردت التوجه إليها لأرى ما ذكر عنها من انتهاء قصر الليل بها وقصر النهار أيضاً في عكس ذلك الفصل. وكان بينها وبين محلة السلطان مسيرة عشر. فطلبت منه أن يوصلني إليها فبعث معي من أوصلني

1هي المعروفة بستالينغراد في الاتحاد السوفياتي، وصار اسمها اليوم فولغاغراد. "م. ق".
نام کتاب : رحلة ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست