نام کتاب : رحلة ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 226
طبقك فأخذ الحلواني قطعة منه وأعطاها الشيخ فأخذها الشيخ بيده وأكلها فخرج الحلواني ولم يطعم أحداً سوى الشيخ فخرج الشيخ في اتباعه وترك التدريس فأبطأ على الطلبة وطال انتظارهم إياه فخرجوا في طلبه فلم يعرفوا له مستقراً، ثم إنه عاد إليهم بعد أعوام وصار لا ينطق إلا بالشعر الفارسي المتعلق الذي لا يفهم. فكان الطلبة يتبعونه ويكتبون ما يصدر عنه من ذلك الشعر وألفوا منه كتابا سموه المثنوي. وأهل تلك البلاد يعظمون ذلك الكتاب ويعتبرون كلامه ويعلمونه ويقرءونه بزواياهم في ليالي الجمعات. وفي هذه المدينة أيضاً قبر الفقيه أحمد الذي يذكر أنه كان معلم جلال الدين المذكور. ثم سافرنا إلم مدينة اللارَنْدَة، وهي "بفتح الراء التي بعد الألف واللام وإسكان النون وفتح الدال المهمل" مدينة حسنة كثيرة المياه والبساتين.
خبر سلطان اللاَّرَنْدَة:
هو الملك بدر الدين بن قَرَمان "بفتح القاف والراء" وكانت قبله لشقيقه موسى، فنزل عنها للملك الناصر وعوّضه عنها بعوض، وبعث إليه أمير اً وعسكراً، ثم تغلب عليها السلطان بدر الدين وبنى بها دار مملكته واستقام أمره بها، ولقيت هذا السلطان خارج المدينة وهو عائد من تصيده، فنزلت عن دابتي فنزل هو عن دابته وسلمت عليه وأقبل علي، ومن عادة ملوك هذه البلاد أنه إذا نزل لهم الوارد عن دابته نزلوا له وأعجبهم فعله وزادوا في إكرامه وإن سلّم عليهم راكباً ساءهم ذلك ولم يرضهم ويكون سبباً لحرمان الوارد، وقد جرى لي ذلك مع بعضهم وسأذكره. ولما سلّمت عليه وركب وركبت سألني عن حالي وعن مقدمي ودخلت معه المدينة فأمر بإنزالي إلى أحسن نزل وكان يبعث الطعام الكثير والفاكهة والحلواء في طيافير الفضة والشمع، وكسا وأركب وأحسن، ولم يطل مقامنا عنده، وانصرفنا إلى مدينة أَقْصَرا "وضبطها بفتح الهمزة وسكون القاف وفتح الصاد المهمل والراء"، وهي من أحسن بلاد الروم وأتقنها تحف بها العيون الجارية والبساتين من كل ناحية ويشق المدينة ثلاثة أنهار ويجري الماء بدورها وفيها الأشجار ودوالي العنب وداخلها بساتين كثيرة وتصنع بها البسط المنسوبة إليها من صوف الغنم لا مثيل لها في بلد من البلاد ومنها تحمل إلى الشام ومصر والعراق والهند والصين وبلاد
نام کتاب : رحلة ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 226