نام کتاب : رحلة ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 210
وبها عيون ماء وصهاريج مصنوعة، يجتمع فيها ماء المطر. وهي على بعد من المدينة ويأتون إليها بالقرب فيملؤونها ويرفعونها على ظهورهم إلى البحر ويسقونها في القوارب ويأتون بها إلى المدينة. ورأيت من العجائب عند باب الجامع فيما بينه وبين السوق رأس سمكة كأنه رابية وعيناه كأنهما بابان فترى الناس يدخلون من إحداهما ويخرجون من الأخرى ولقيت بهذه المدينة الشيخ الصالح السائح أبا الحسن الأقطاراني وأصله من بلاد الروم فأضافني وزارني وألبسني ثوبا وأعطاني كمر الصحبة وهو يحتبي به فيعين الجالس فيكون كأنه مستند وأكثر فقراء العجم يتقلدونه. وعلى ستة أميال من هذه المدينة مزار ينسب إلى الخضر وإلياس عليهما السلام يذكر أنهما كانا يصليان فيه وظهرت له بركات وبراهين. وهنالك زاوية يسكنها أحد المشايخ يخدم بها الوارد والصادر وأقمنا عنده يوماً، وقصدنا من هنالك زيارة رجل صالح منقطع في آخر هذه الجزيرة قد نحت غاراً لسكناه. فيه زاوية ومجلس ودار صغيرة له. فيها جارية وله عبيد خارج الغار يرعون بقراً له وغنماً وكان هذا الرجل من كبار التجار فحج البيت وقطع العلائق وانقطع هنالك للعبادة ودفع ماله لرجل من إخوانه يتجر له به. وبتنا عنده ليلة فأحسن القرى وأجمل رضي الله تعالى عنه وسمة الخير والعبادة لائحة عليه
خبر سلطان هرمز:
هو السلطان قطب الدين تَمَهْتَن بن طوران شاه "وضبط اسمه بفتح التاءين المعلوتين وبينهما ميم مفتوح وهاء مسكنة وآخره نون"، وهو من كرماء السلاطين كثير التواضع حسن الأخلاق وعادته أن يأتي لزيارة كل من يقدم عليه من فقيه أو صالح أو شريف ويقوم بحقه ولما دخلنا جزيرته وجدناه مهيأ للحرب مشغولاً بها مع ابني أخيه نظام الدين. فكان في كل ليلة يتسير للقتال. والغلاء مستول على الجزيرة فأتى إلينا وزيره شمس الدين محمد بن علي وقاضيه عماد الدين الشونكاري وجماعة من الفضلاء فاعتذروا بما هم عليه من مباشرة الحرب وأقمنا عندهم ستة عشر يوماً فلما أردنا الإنصراف قلت لبعض الأصحاب: كيف ننصرف ولا نرى هذا السلطان؟ فجئنا على الوزير وكان في جوار الزاوية التي نزلت بها فقلت له: إني أريد السلام على الملك. فقال:
نام کتاب : رحلة ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 210