responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 21
إلى مدينة المحلة الكبيرة وهي جليلة المقدار حسنة الآثار كثير أهلها جامع بالمحاسن شملها واسمها بين ولهذه المدينة قاضي القضاة ووالي الولاة وكان قاضي قضاتها أيام وصولي إليها في فراش المرض ببستان له على مسافة فرسخين من البلد وهو عز الدين بن الأشمرين فقصدت زيارته صحبة نائبه الفقيه أبي القاسم بن بنون المالكي التونسي وشرف الدين الدميري قاضي محلة منوف وأقمنا عنده يوما وسمعت منه وقد جرى ذكر الصالحين أن على مسيرة يوم من المحلة الكبيرة بلاد البرلس ونسترو وهي بلاد الصالحين وبها قبر الشيخ مرزوق صاحب المكاشفات من المحلة الكبرى إلى القاهرة فقصدت تلك البلاد ونزلت بزاوية الشيخ المذكور وتلك البلاد كثيرة النخل والثمار والطير البحري والحوت المعروف بالبوري ومدينتهم تسمى ملطين[1] وهي على ساحل البحيرة المجتمعة من ماء النيل وماء البحر المعروفة ببحيرة تنيس[2]. ونسترو بمقربة منها نزلت هنالك بزاوية الشيخ شمس الدين القلوي من الصالحين وكانت تنيس بلدا عظيما شهيرا وهي الآن خراب. قال ابن جزي: "تنيس بكسر التاء المثناة والنون المشددة وياء وسين مهمل"، وإليه ينسب الشاعر المجيد أبو الفتح ابن وكيع، وهو القائل في خليجها:
قم فاسقني والخليج مضطرب ... والريح تثني ذوائب القصب
كأنها والرياح تعطفها ... صب قنا سندسية العذب
والجو في حلة ممسّكة ... قد طرّزتها البروق بالذهب.
"ونسترو بفتح النون وإسكان السين وراء مفتوحة وواو مسكن" والبرلس بياء موحدة وراء وآخره سين مهملة، وقيده بعضهم بضم حروفه الأول الثلاثة وتشديد اللام[3]. وقيده أبو بكر بن نقطة بفتح الأولين – وهو على البحر ومن غريب ما اتفق به ما حكاه أبو عبد الله الرازي عن أبيه أن قاضي البرلس، وكان رجلاً صالحاً خرج ليلة إلى النيل. فبينما أسبغ الوضوء، وصلى ما شاء الله أن يصلي، إذ سمع قائلاً يقول:

[1] وتعرف هذه المدينة الآن باسم: بلطيم.
[2] تعرف بحيرة تنيس الآن باسم: بحيرة البرلس.
[3] وهكذا ينطقها الناس اليوم.
نام کتاب : رحلة ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست