responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 142
والبصرة ثلاث محلات: إحداها محلة هذيل، وكبيرها الشيخ الفاضل علاء الدين بن الأثير من الكرماء الفضلاء أضافني وبعث إلي بثياب ودراهم، والمحلة الثانية محلة بني حرام كبيرها السيد الشريف مجد الدين موسى الحسني، ذو مكارم وفواضل أضافني وبعث إلي التمر والسيلان والدراهم، والمحلة الثالثة محلة العجم كبيرها جمال الدين بن اللوكي وأهل البصرة لهم مكارم أخلاق وإيناس للغريب وقيام بحقه فلا يستوحش فيما بينهم غريب وهم يصلون الجمعة في مسجد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه الذي ذكرته ثم يسد فلا يأتونه إلا في الجمعة التالية وهذا المسجد من أحسن المساجد وصحنه متناهي الانفساح مفروش بالحصباء الحمراء التي يؤتى بها من وادي السباع وفيه المصحف الكريم الذي كان عثمان رضي الله عنه يقرأ فيه لما قتل وأثر تغيير الدم في الورقة التي فيها قوله تعالى: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [1].

[1] البقرة: 137.
حكاية اعتبار:
شهدت مرة بهذا المسجد صلاة الجمعة فلما قام الخطيب إلى الخطبة وسردها لحن فيها لحناً كثيراً جلياً فعجبت من أمره وذكرت ذلك للقاضي حجة الدين فقال لي أن هذا البلد لم يبق به من يعرف شيئاً من علم النحو وهذه عبرة لمن تفكر فيها. سبحان مغير الأشياء ومقلب الأمور وهذه البصرة التي إلى أهلها انتهت رياسة النحو وفيها أصله وفرعه ومن أهلها إمامه1 الذي لا يُنكر سبقه لا يقيم خطيبها خطبة الجمعة على دؤوبه عليها ولهذا الجامع سبع صوامع، إحداهما الصومعة التي تتحرك بزعمهم عند ذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه صعدت عليها من أعلى سطح الجامع، ومعي بعض أهل البصرة،

1يقصد بإمام النحو الذي لا يُنكر سبقه سيبويه، وقد قال صاحب التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية تعليقاً على ملاحظة ابن بطوطة للحن خطيب الجمعة، والتي ذكرها للاعتبار: وفي ذلك يقول الشيخ عثمان بن سند المالكي الشهير آخر فضلاء البصيرة:
قد كانت البصرة الفيحاء مِن قِدم ... مجرًى لأبحُر نحو تقذِف الدُرَرَا
فأصبحت وهي صفراء الوشاح فلا ... نحويّ فيها سوى نزرٍ وهم فُقرا.
نام کتاب : رحلة ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست