responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 103
الحجر الكريم فتنجلي منه العيون حسناً باهراً ولتقبيله لذة يتنعم بها الفم ويود لاثمه أن لا يفارق لثمه خاصية مودعة فيه وعناية به وكفى قول النبي صلى الله عله وسلم أنه يمين الله في أرضه[1] نفعنا الله باستلامه ومصافحته وأوفد عليه كل شيق[2] إليه وفي القطعة الصحيحة من الحجر الأسود مما يلي جانبه ليمين مستلمه نقطة بيضاء صغيرة مشرقة كأنها خال في تلك الصحيفة البهية وترى الناس إذا طافوا بها يتساقط بعضهم على بعض ازدحاماً على تقبيله فقلما يتمكن أحد من ذلك إلا بعد المزاحمة الشديدة وكذلك يصنعون عند دخول الحرم ومن عند الحجر الأسود ابتداء الطواف وهو أول الأركان التي يلقاها الطائف فإذا استلمه تقهقر عنه قليلاً وجعل الكعبة الشريفة عن يساره ومضى في طوفه ثم يلقى بعده الركن العراقي وهو إلى جهة الشمال ثم يلقى الركن الشامي وهو إلى جهة الغرب ثم يلقى الركن اليماني وهو إلى جهة الجنوب ثم يعود إلى الحجر الأسود وهو إلى جهة الشرق.
خبر المقام الكريم:
اعلم أن بين باب الكعبة شرفها الله وبين الركن العراقي موضعاً طوله اثنا عشر شبراً وعرضه نحو النصف من ذلك وارتفاعه نحو شبرين وهو موضع المقام في مدة إبراهيم عليه السلام ثم صرفه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الموضع الذي هو الآن مصلى وبقي ذلك الموضع شبه الحوض وإليه ينصب ماء البيت الحرام إذا غسل وهو موضع مبارك يزدحم الناس للصلاة فيه وموضع المقام الشريف يقابل ما بين الركن العراقي والباب الشريف وهو إلى الباب أميل وعليه قبة تحتها شباك حديد متجاف عن المقام الشريف قدر ما تصل أصابع الإنسان إذا ما أدخل يده من ذلك الشباك إلى الصندوق والشباك مقفل ومن ورائه موضع محوز قد جعل مصلى لركعتي الطواف وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل

[1] قال الصنعاني في سبل السلام: وروى الأزرقي بإسنادٍ صحيحٍ من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "إن هذا الركن يمين الله عز وجل في الأرض يصافح به عباده مصافحة الرجل أخاه". وأخرج عنه: "الركن يمين الله في الأرض يصافح بها خلقه والذي نفس ابن عباس بيده ما من امرئ مسلم يسأل عنده شيئاً إلاّ أعطاه إيّاه".
[2] أي: مشتاق متشوف إليه.
نام کتاب : رحلة ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست