نام کتاب : رحلة ابن بطوطة - ط أكاديمية المملكة المغربية نویسنده : ابن بطوطة جلد : 2 صفحه : 18
دخوله علينا: من رأى منكم الشيخ اليوم؟ فقلت له: أنا رأيته! فقال: يقول لك هذه ضيافتك، فشكرت الله على ذلك، وطبخ لنا الفقير تلك السمكة فاكلنا منها أجمعون، وما أكلت قطّ سمكّا أطيب منها، وهجس في خاطري الإقامة بقيّة العمر في خدمة ذلك الشيخ، ثمّ صرفتني النّفس اللجوج عن ذلك.
ثم ركبنا البحر عند الصبح بقصد بلدة ماجول «66» ، ومن عادتي في سفري أن لا أعود على طريق سلكتها ما أمكنني ذلك، وكنت أحبّ قصد بغداد العراق فأشار عليّ بعض أهل البصرة بالسفر إلى أرض اللّور ثم إلى عراق العجم، ثم إلى عراق العرب، فعملت بمقتضى إشارته، ووصلنا بعد أربعة أيام إلى بلدة (ماجول) على وزن فاعول، وجيمها معقودة، وهي صغيرة على ساحل هذا الخليج الذي ذكرنا أنه يخرج من بحر فارس وأرضها سبخة لا شجر فيها ولا نبات ولها سوق عظيمة من أكبر الأسواق وأقمت بها يوما واحدا، ثم اكتريت دابّة لركوبي من الذين يجلبون الحبوب من (رامز) إلى (ماجول) ، وسرنا ثلاثا في صحراء يسكنها الأكراد في بيوت الشعر، ويقال إن أصلهم من العرب «67» ، ثم وصلنا إلى مدينة رامز «68» وأول حروفها راء وآخرها زاي وميمها مكسورة، وهي مدينة حسنة ذات فواكه وأنهار ونزلنا بها عند القاضي حسام الدين محمود، ولقيت عنده رجلا من أهل العلم والدين والورع هنديّ الأصل، يدعى بهاء الدين، ويسمى إسماعيل، وهو من أولاد الشيخ بهاء الدين أبي زكرياء الملتاني «69» وقرأ على مشايخ توريز وغيرها.
وأقمت بمدينة رامز ليلة واحدة، ثم رحلنا منها ثلاثا في بسيط فيه قرى يسكنها الأكراد، وفي كل مرحلة منها زاوية فيها للوراد الخبز واللحم والحلواء، وحلواءهم من ربّ
نام کتاب : رحلة ابن بطوطة - ط أكاديمية المملكة المغربية نویسنده : ابن بطوطة جلد : 2 صفحه : 18