وجهي، وهذه نوبتك. فيقول: إلهي ارحم عبدك ملك الموت، فإنه ضعيف وأنت ألطف به. فيقول سبحانه: ضع يمينك تحت خدك الأيمن، واضطجع بين الجنة والنار ومت قال عبد الله بن سلام: بأبي أنت وأمي يا محمد، وكم بين الجنة والنار؟ فقال صلى الله عليه وسلم: مسيرة ثلاثة آلاف سنة من سني الدنيا فيضطجع ملك الموت بين الجنة والنار، على يمينه، ويضع يده اليمنى تحت خده واليسرى على وجهه ويصرخ صرخة، فلو أن أهل السموات والأرض أحياء لماتوا من شدة صرخته، قال: صدقت يا محمد، فما يصنع الله بالسموات إذا مات سكانها؟ قال: يطويها بيمينه كطي السجل للكتاب، ثمي قول جلا جلاله وتقدست أسماؤه ولا إلا غيره ولا معبود سواه: أين مدعي الملك والقوة؟ فلا يجيبه أحد. ثم يقول: " لِمَنِ المُلْك اليومَ " فلا يجيبه أحد، فيرد سبحانه على ذاته المقدسة: " لله الواحدِ القهار، اليومَ تُجزى كلُّ نفسٍ بما كسبت، لا ظُلْمَ اليومَ إن الله سريع الحساب ".
قال: صدقت يا محمد، فأخبرني كيف يحشر الخلائق بعد موتهم؟ قال صلى الله عليه وسلم: يا بن سلام، يحيى الله إسرافيل وهو أول من يحيى من المقربين، وهو صاحب الصور، فيأمره أن ينفخ في الصور نفخة البعث. قال ابن سلام: فما يقول إسرافيل في الصور؟ قال صلى الله عليه وسلم: يقول: أيتها العظام البالية النخرة والأوصال المتفرقة المنفصلة هلموا للعرض على الله، هلموا إلى جبار السموات والأرض. ثم ينفخ فيه مرة أخرى فإذا هم قيام ينظرون، قال: فكم طول كل نفخة؟ قال: مدة أربعين سنة، قال: فكم كلمة يتكلم إسرافيل في الصور وقت النفخ؟ قال: ست كلمات، الكلمة الأولى: يكون الناس طيناً، الثانية: يكونون صوراً، الثالثة: تستوي الأبدان، الرابعة: تجري الدماء في العروق، الخامسة: تنبت الشعور، السادسة: قوموا. فإذا هم قيام ينظرون. قال: صدقت يا محمد. فكيف تقوم الخلائق يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه وسلم: يا بن سلام، يقومون حفاة عراة وألسنتهم