responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ المستبصر نویسنده : ابن المجاور، يوسف بن يعقوب    جلد : 1  صفحه : 70
حدثني قاضي الجبل من آل الصليحي قال: حدثني رجل سمع من لفظ أبي محمد عبد الله بن حمزة الحسيني قال: إنّ أواخر في قصر غمدان كان يصل إلى وادي الظهر قلت: كم يكون بينهم من مسافة؟ قال: مثل من زبيد إلى الزريبة ومن زبيدة إلى الزريبة مقدار فرسخ زائد لا ناقص. قال أبن المجاور: ولا شك إنّه كان يصل في القصر إلى وادي إذا قربت الشمس للغروب لان في مثل ذلك الحين يكون الظل والفيء إلى أن يرجع مثل الشيء ثلاثة أربع مرات كما يقال بنيانه بل ضياء سرجه كان ينظر من المدائن وقيل إلى مدينة. وبقي القصر على حاله إلى أيام خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قعد بعض الليالي بظاهر المدينة إذ نظر في الجو شيئا يضيء سبه كوكب درى فسال عنه فقال بعض من حضر مجلس أمير المؤمنين وفي خدمته: إنّ ضوء هذا ضوء شمعة تشعل على أعلى قصر غمدان بصنعاء فأمر بهدمه فهدم. فالآن بقي تل عظيم وقد بني موضع القصر بدر الدين حسن بن علي بن رسول قيصر عظيم الهيكل سنة ثمان عشرة وستمائة. حدّثني يحيى بن علي بن عبد الرحمن الزراد قال: ما بنى قصر غمدان إلا امرأة تسمى الزباء وأمرت أن يجعل فوق كل قصر قصر طويل كل قصر أربعين ذراعا بالعمرى في عرض مثله في ارتفاع مثله. قال الإمام أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد اللغوي الازدي في ذلك:
واستنزل الزباء قصراً وهي من ... عقاب لوح الجو أعلى منتما
وسيف استعملت به همته ... حتى رمى ابعد شأو المرتمى
فخرج الاحوش سما نافعا ... واحتل من غمدان محراب الدما
وقد ذكر المسعود في كتاب مروج الذهب إنّ قصر غمدان يعمر ثانية احسن مما كان في الأول.
فصل
حدّثني سلامة بن محمد بن حجاج المذحجي: إنّ الأوائل بنت في بيت بئر فاس العوامل قصرا وأعلاه سبعين سقفا بالحجر الرخام الأبيض ضرب فيه بعض الجيوش نارا احرقته واخربته وارتدم بعضه على بعض فرجع كشبه جدار عظيم وكان يبظر منه إلى مكة. وبنى الإمام أبو جعفر المنصور القبة الخضراء ببغداد لسبع طباق كلها عقود لئلا يرميها الهوى من علوها في الجو وكان ينظر إليها من هيت وتكريت. وبنوا ملوك العجم ايوان كسرى في المدائن وكان ينظر منه إلى حلوان، ويقال أن العمانية وصفها مذكور مشهور وإلا كنا ذكرناها على التمام والكمال. وبنى الكوالي قصر ادور جدورهر في قلعة كوالير على تسع طبقات وينظر منه مسيرة عشر أيام وهو إلى الآن قائم عامر. وكان في سلف الدهر على رأس قبة المسجد الأقصى ذرة فإذا اظلم الليل غزل نساء حوران في حوران على ضوءها غزل رفيع بناه سليمان بن داوود عليه السلام وأتم بناءها سليمان عليه السلام وخربه بخت نصر البابلي وكان ينظر منه مسيرة عشرة أيام. وقلعة ماردين تبان من الفرات مسيرة ستة أيام. وكوارى حصن جاهلي بنته بنت بكر من الهنود وبينه وبين السند وراواسان يبان من توران يعدع شط السند مسيرة خمسة عشر يوماً. وبنى مهراست بن ارجاسب في أيام درست الحكيم وجمة تول ادر في بلخ ونصب على قبة الوجمة علما اخضر فأخذ شدة الهوى العلم رماه إلى الأرض على مسيرة خمسة وعشرين فرسخا وذلك لعلوها.
صفة جبل المذيخرة
وبلغني إنّ في أعلاه نحو عشرين فرسخا وطافتها المزارع والمياه وفيه وفيه ينبت الورس وهو معنى الزعفران ولا يسلك إلا في طريق واحد. وكان محمّد بن المفضل الداعي المعروف بشيخ لاعة، وهذه لاعة إلى جنبها قرية لطيفة يقال لها عدن لاعة وليست عدن ابين الساحلية، قال عمارة أبن محمّد بن عمارة إنّه دخل هذه عدن لاعة وهي أوّل موضع ظهرت فيه الدعوة العلوية باليمن، ومنها منصور اليمن ومنها محمّد بن المفضل الداعي. وممن وصل إليه من دعاة الدولة الفاطمية أبو عبد الله الحسن أبن أحمد الشافعي الشيعي الكوفي صاحب الدعوة العلوية بالمغرب. وفيها قرى على محمّد بن محمّد بن علي المعلم الصليحي صبيا وهي دار دعوة باليمن. فكان محمّد هذا محمّد بن المفضل الداعي على أبن المعلم على جبل المذيخر وخطب فيه لدعوة العلوية سنة أربع وثلاثمائة. ثم استرجعه منه أصحاب اسعد بن يعفر أصحاب صنعاء.
صفة جبل شبام

نام کتاب : تاريخ المستبصر نویسنده : ابن المجاور، يوسف بن يعقوب    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست