قيل كان الوليد بن عبد الملك يذكر بالجهل فذكر يوما علي بن أبي طالب رضي الله عنه المنبر ولحن. فقال بعضهم: ما أدرى أي أمر به أعجب لحنه فيما لا يلحن أحد فيه أو نسبته علي رضوان الله عليه إلى اللصوصية. حدّثني أحمد بن علي بن غب الواسطي قال: كتب وهاب الأبنوس على فص خاتمه000 وحيد من الأئمة جميعا معاوية ويزيد و0000 يوم الخميس الثاني والعشرين من رمضان سنة خمس وستمائة وحق معاوية بن أبي سفيان كاتب وحي الله ورديف رسول الله (. وهم أوّل من سبوه على منابر الإسلام. وقال إمام الحرمين في كتاب أتلمع. معاوية مخطئ وعلي مستمسك بالحق. وجميع أعمال عمان وقلهات والفرات وحيوي ومسقط وحي عاصم وصحار وخور فكان وكمزار وجلفا والذين هم في الجبال مسح وثروى شمائل.
ذكر استفتاح أعمال عمان
قرأت في كتاب مسالك الممالك الثاني ويذكر فيه إنّ الغالب كان على أعمال عمان الإباضية إلى أن وقع بينهم وبين طائفة من بني سامة بن لؤى بن غالب. خرج منها محمّد بن القاسم الشامي إلى الإمام أبي العباس أحمد المعتضد بالله بن أبي أحمد محمّد بن الموفق وقيل طلحة بن المتوكل وقيل أبن الموفق محمّد بن جعفر المتوكل استنجد به فبعث معه بابي النور ففتح عمان للمعتضد بالله وأقام له الخطبة بها. فارتحلوا الإباضية إلى ناحية سرديحة سكنوها إلى زماننا هذا ولو فتحنا هذا الباب لطال الكلام وكثر والتقصير في مثل هذا اصلح وأجود والله اعلم.
ذكر استفتاح الخوارزمية قلهات
لمّا تولى خواجة رضي الدين قوام الملك أبو بكر الزوزني ملك كرمان ومكران وفارس قتل السلطان علاء الدين محمّد بن تكش ملك قلهات بالسيف، ويقال إنّ ملك بن فهم مات في أيام دولة رضي الدين قوام الملك. ففي تلك00 والعرضة انفذ رضي الدين قوام الملك مراكب تسلم قلهات مع جميع أعمال عمان وكان له فيها شحاني وعمال ونواب يجبون داخلها وأعشار السفراء مع ضرائب والقوانين. وكان هو يرسل بالإبر يسم من كرمان يبيعونه ويجمعون دخل البلاد ويشترون به خيل عربية ينفذومها إليه في كل واقعة خمس مائة حصان إلى ما دونه وأعلاه، فكان يركب ما كان دون منها الملك في كرمان خلف قلهات أربعة وستين ألف منّ ويقال ثمانون ألف منّ حرير مع خمس مائة حصان. فملك قلهات من أيدي الخوارزمية مع الخيل والإبر يسم سنة خمس عشرة وستمائة. فملك قلهات بعد وفاته الشيخ مالك بن فهم بن مالك من000 أدار على قلهات سورا من الحجر والجص سنة سبع عشرة وستمائة. صفة بتان العنبر
وجد أهل قلهات يوما مقابل المدينة جزيرة كبيرة فقال الشيخ مالك بن فهم: ثقصوا لنا أثر الجزيرة وما هو فغدا الصيادون ورجعوا إليه فقالوا له: بتان يصبي على وجه البحر. فقال لهم: جروه إلى البلد! فركب الصيادون الصنابيق وشدوا الأحربة في البتان وجروه وأرموه الساحل. فصارت الخلق تتفرج عليه وعلى عظم خلقه إلى أن جاف وخاس، فظهر في جوفه قطعة عنبر وزنها ثلاث أبهرة. فلما علمت الناس بذلك قطعوه ونهبوه ووصل العنبر إلى جميع من في البلد من قوي وضعيف، ووصل إلى الشيخ مالك بن فهم بهار بالكبير عن ما تبين من سنة عشر وستمائة.
فصل
البنان صادف القطعة العنبر طافية على وجه البحر فابتلعها فلما استقرت القطعة في أمعاءه ضعفت معدته عن هضمها فمات فطفا على وجه البحر فضرب به الموج واسنده إلى الساحل بقلهات استغنى به من استغنى. حدّثني محمّد بن الجوزي قال: إني اشتريت من هذا العنبر تفاريق صح لي جمل بأدنى شيء فأخذته وسافرت به إلى خوارزم بعته على تركان خاتون 000 علاء الدين محمّد بن تكش على سعر العشرة مثاقيل بثلاثين دينار.
صفة قلهات