responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج المفرق في تحلية علماء المشرق نویسنده : البلوي، خالد    جلد : 1  صفحه : 114
وذكر لي الشيخ عز الدين المذكور أن أهل مصرنا لهم جور من بعض ولاة كافور المذكور ولم يعلم بذلك كافور ولا أطلع عليه فاجتمع خاصتهم وكتبوا كتابا بالشكوى أعلموه فيه بحالهم، نصه بعد البسملة أما بعد فإنكم قدرتم فأسأتم وملكتم فقهرتم ووسع عليكم فضيقتم، واغتررتم بصفو العيش ولم تتفكروا في عواقبكم، وتهاونتم بسهام الأسحار وهي صائبة لا سيما إذا خرجت من قلوب جرحتموها، وأكباد اججتموها، وأجساد اعريتموها ولو تأملتم هذا حق التأمل لأشفقتم، أو ما علمتم أن الدنيا لو دامت للعاقل لم يصبها الجاهل، ولو دامت لمن مضى لم يصل إليها من بقى، وكفى محنة رجل يكون في هلاكه فرج العالم كله ومن المحال هلاك المنتظرين وبقاء المنتظر به وحده، اعملوا ما شئتم فأنا صابرون، وجوروا فأنا بالله مستجيرون. وثقوا بقدرتكم فأنا بقدرة الله واثقون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، فلما وصل الكتاب إلى كافور ساءه، وشغل باله فلم يلبث سوى سبعة أيام حتى مات والشيخ عز الدين هذا هو أبو إسحاق إبراهيم بن نور الدين أبي عبد الله محمد بن زين الدين أبي الحسين يحيى بن وجيه الدين أبي علي منصور بن أبي محمد عبد العزيز بن نور الدين بن أبي الحسن علي بن حباسة بفتح الحاء المهملة. وحباسة هو ابن علي بن محمد بن محمود بن موسى بن عز العرب بن زيد بن عمرو بن محارب ابن مكاثر بن رافع بن مدافع بن مغيث بن حرب بن عمارة بن المسيب ابن شريك بن محور بن حارث بن ربيعة بن معن بن وهب أياد بن حيا ابن عامر بن معاوية بن الحارث بن تميم بن مرة بن طابخة بن الياس ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، هكذا كتبته من حفظه وهكذا صححته بعد عليه، وأن سلفه هذا من بني تميم، لذو مجد صميم، وجد عند الملوك عظيم، قدم في العلم ماضية على منهج قويم، وصراط مستقيم وأن الشيخ عز الدين هذا السالك مسالكهم وصالحهم ومحيي مآثرهم، ومجدد مفاخرهم، وأولهم في حمل الفضائل وإن كان آخرهم فهو دوحة المجد وريحانة الكرم الممد، وروضة العلم، وهضبة التقى والحلم تفتحت له روضة المعارف، وتفسحت له المجالس بين الأعلام العوارف، فتدلت له ثمرات تلك الحدائق، وعلت به دوحات أولى النهي والحقائق، فصحب من أولياء الله تعالى فريقا، وركب جادة الجد إليهم طريقا، واتخذ العلم والعمل دليلا ورفيقا، أخذ نفسه الكريمة بالتصوف فأدبها بآدابه وهذبها بملازمة أربابه. حتى آض شيخا لشيوخ تلك الطريقة، وعلما في أعلام أولى الحقيقة مع اتساع روايته. وامتداد باع درايته، واهتمامه بالعلم وعنايته، وتبحره في استخراج جواهر الحكم وتقدمه في السخاء والجود والكرم:
وتأخذه عند المكارم هزة ... كما اهتز تحت البارح الغصن الرطب
واظبته وقد ناهز التسعين، وجف ماء عمره المعين، إلا أنه قد متع بلسانه وجنانه وأقطع ما شاء من إحسانه وبيانه. ووضع له البركة في سمعه وبصره وبنانه، فما دخلت عليه قط إلا وهو مطالع في الدواوين والتآليف، أو ناسخ لكن بالخط الرقيق والقلم النحيف على نحافة جسمه وقيامه، في ليله وصيامه في نهاره، له سماع من أبيه كثير، والماع بفنون العلم أثير، وقدره كبير، وبيته شهير، وله نظم يدل على رقة صنعه، ويعرب عن كريم طبعه وأما نثره فشبيه بنثر الدر غير أن ألفاظه تزيد على أسماطه في القدر لازمته كثيرا وتبناني فكنت صدى صوته. وسلمان بيته، وكنت كثيرا لا استأذن في الدخول عليه ولا أزال أقول بين يديه:
سلمان بيتكم وحق المج ... د أن يرعى ذمامه
فرضت صلاتك كالصلا ... ة وحمد وافدك الإقامة

نام کتاب : تاج المفرق في تحلية علماء المشرق نویسنده : البلوي، خالد    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست