responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار نویسنده : المقريزي    جلد : 1  صفحه : 268
ستين سنة، ثم توفي واستخلف أخوه نقاس بن مرنيوس، وانهدم البربا في زمنه، فلم يقدر أحد على إصلاحه، ثم توفي نقاس واستخلف ابنه قوميس بن نقاس، فملكهم دهرا وحاربه بخت نصر وقتله، وخرّب مدينة منف، وغيرها من المدائن وسبى أهل مصر، ولم يترك بها أحدا حتى بقيت أرض مصر أربعين سنة خرابا ليس فيها ساكن.
وذكر في ترجمة كتاب هروشيش الأندلسيّ في وصف الدول والحروب، أنّ فيما بين غرق فرعون موسى إلى مائة وسبع سنين، كان بمصر ملك يسمى نوشردس كان يقتل الغرباء، والأضياف ويذبحهم لأوثانه، ويجعل دماءهم قربانا لها، وأن بعد غرق فرعون إلى ثلثمائة وثمان وعشرين سنة، كان بمصر ملك يسمى: بروبة، وكان عظيم المملكة قويّ السلطان أخذ بالحرب أكثر نواحي الجنوب برّا وبحرا، وهو أوّل من حارب الروم الذين قيل لهم بعد ذلك الغوط، وكان قد أرسل إليهم يدعوهم إلى طاعته، ويخوّفهم حربه، فأجابوه ليس من الرأي المحمود للملك الغنيّ محاربة قوم فقراء لكثرة نوازل الحروب، واختلاف حوادثها بالظفر والهلاك، وإنا لا ننتظر مجيئك، بل نسرع لغارتك، وأتبعوا قولهم عملا، وخرج فرعون إليهم، فخرجوا مسرعين إليه وهزموا جيوشه، ونهبوا عساكره وأمواله وعدده، وجميع ذخائره ومضوا فنهبوا أرض مصر حتى كادوا يغلبون عليها لولا وحول عرضت لهم منعتهم مما خلفها، ثم انصرفوا إلى بلاد الشام بحروب متصلة، حتى أذلوا أهلها، وجعلوهم يؤدّون إليهم المغارم، وأقاموا محاربين لمن خالفهم في غزوتهم خمس عشرة سنة، ولم ينصرفوا إلى بلادهم حتى أتتهم من نسائهم من يقلن لهم: إما أن تنصرفوا، وإما أن تتخذ الأزواج ونطلب النسل من عند المجاورين لنا، فعند ذلك انصرفوا إلى بلادهم، وقد امتلأت أيديهم أموالا وأوقارا جمة، وقد خلفوا وراءهم ذكرا مفزعا.
ويقال: إنّ ملوك مدين ملكوا مصر، خمسمائة عام بعد غرق فرعون، وهلاك دلوكة حتى أخرجهم منها نبيّ الله سليمان بن داود، فعاد الملك بعدهم إلى القبط، وإنّ جالوت بن بالوت، لما قتله داود، سار ابنه جالوت بن جالوت إلى مصر، وبها ملوك مدين، فأنزله ملك مصر، بالجانب الغربيّ، فأقام بها مدّة ثم سار إلى بلاد الغرب.
ويقال: إنّ القبط ملكوا مصر بعد دلوكة، وابنها مدّة ستمائة سنة وعشرين سنة، وعدّتهم سبعة وعشرون ملكا، هم: ديوسقوليطا، ومدّته ثمان وسبعون سنة، وقيل: ثمان وثمانون سنة.
ثم ملك بعده سمانادوس، ستا وعشرين سنة، وقام بعده سوماناس مدّة مائة سنة، ثم ملك مفخراس أربع سنين، ثم ملك أماناقوناس تسع سنين، ثم اسحوريس ست سنين، ثم فسيناخس تسع سنين، ثم فسوسانس خمسا وثلاثين سنة، ثم ملك سسوناخوسيس إحدى وعشرين سنة، ثم ملك اساليون خمس عشرة سنة، ثم طافالونيس ثلاث عشرة سنة، ثم

نام کتاب : المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار نویسنده : المقريزي    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست