عن عشر قناطر على تسع سوار في غاية الإحكام، بناه الفاطميون. ومن جهة الشرق جامع عمر، وهو معقود بالحجر والجير، سمي بذلك لأنه بقية من الجامع الذي بناه عمر رضي الله عنه حين الفتح.
* المسجد الأقصى في عهده الإسلامي:
1- عندما فتح الله بيت المقدس على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه- وجاء بنفسه ليكتب العهد لأهلها، زار مكان الصخرة المشرفة وكانت قد تجمعت عليها الأقذار، فأخذ الخليفة ينظّفها بنفسه، وحذا حذوه من كان معه من الصحابة والقواد حتى رفعت الأقذار. ثم أمر عمر ببناء مسجد، فبني من الخشب وكان في بقعة الحرم الشريف يحاذي السور الشرقي لبناء المسجد الأقصى اليوم، وقد اندثرت آثاره عند بناء مسجد قبة الصخرة في العهد الأموي.
2- يتألف الحرم القدسي الشريف من المسجدين: مسجد الصخرة، والمسجد الأقصى، وما بينهما وما حولهما من منشات حتى الأسوار، وتبلغ مساحتها (140900) متر مربع، وقام بتجديد البناء على القواعد القديمة عبد الملك بن مروان، أو ابنه الوليد، والأرجح أن البداية كانت في زمن عبد الملك، وتمّ العمل في زمن الوليد، ذلك أنه عثر على رسالة من ورق البردي مرسلة من والي مصر قرة بن شريك، إلى أحد أمراء منطقة مصر العليا، ويأمره فيها أن يدفع أجور بعض العمال من منطقته الذين ساهموا في بناء المسجد الأقصى، وكان بعض النحّاتين الأقباط قد ساهم في زخرفة وتزيين بعض ألواح المسجد الأقصى. وقد تولى قرة بن شريك مصر في زمن الوليد بن عبد الملك سنة 90 هـ- وقد كان البناء على أساس آدم عليه السلام.
3- سقط شرقيّ المسجد سنة 130 هـ، بالزلزال، وكذلك سنة 158 هـ، فجدد في سنة 169 هـ في خلافة المهدي العباسي، وجدد بناء الصخرة في أيام المأمون بن الرشيد سنة 216 هـ.
4- زلزلت الأرض سنة 407 هـ، فتهدمت قبة الصخرة وبعض الجدران، فجددها الظاهر الفاطمي سنة 413 هـ. وزيد فيه في زمن الفاطميين البناء المسمّى بجامع النساء.
5- لمّا احتل الصليبيون بيت المقدس حوّلوا قبة الصخرة إلى كنيسة، والمسجد الأقصى إلى منازل لسكنى القواد، ومخازن للسلاح وغير ذلك ... ولمّا استعاد صلاح الدين القدس أعاد الحرم إلى ما كان عليه، وأمر بترميم محراب الأقصى.
6- وتابع أمراء المسلمين الذين كانوا يتلون أمر فلسطين، الزيادات والإصلاحات في الحرم القدسي، ومبانيه- وفي العهد