قبل دخوله مكة، وفيه مدفن ابن عمر رضي الله عنهما، ويعرف اليوم باسم الشهداء.
فدك:
بالتحريك وآخره كاف: وهي قرية أفاءها الله على رسوله في سنة سبع صالحا:
وهي اليوم بلدة عامرة كثيرة النخل والزرع والسكان في شرق خيبر، وتسمى اليوم:
«الحائط» . ولها في الحديث والسيرة قصة يطول ذكرها، وانظر المخطط 30.
(فدك) [1] * حدثنا حبان بن بشر، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن أبي زائدة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، وعبد الله بن أبي بكر، عن بعض ولد محمد ابن أبي سلمة، قال: بقيت بقيّة من أهل خيبر تحصّنوا فسألوا رسول الله أن يحقن دماءهم ويسيّرهم، ففعل، فسمع بذلك أهل فدك، فنزلوا على مثل ذلك، فكانت للنّبي صلّى الله عليه وسلّم خالصة، لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب.
* حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد العزيز عمران، عن إبراهيم بن حويّصة، عن خاله معن بن جويّة، عن حسيل بن خارجة، قال: بعث يهود فدك إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين افتتح خيبر: «أعطنا الأمان منك وهي لك» ، فبعث إليهم محيّصة بن حرام، فقبضها للنبي صلّى الله عليه وسلّم، فكانت له خاصة. وصالحه أهل الوطيح وسلالم من أهل خيبر على الوطيح وسلالم، وهي من أموال خيبر، فكانت له خاصة، وخرجت الكتيبة في الخمس، وهي مما يلي الوطيح وسلالم، فجمعت شيئا واحدا، فكانت مما ترك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من صدقاته، وفيما أطعم أزواجه.
* قال محمد، وقال ابن إسحاق: لما فرغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من خيبر، قذف الله في قلوب أهل فدك حين بلغهم ما أوقع الله بأهل خيبر، فبعثوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصالحونه على النصف من فدك، فقدمت عليه رسلهم بخيبر، أو بالطريق، أو بعدما قدم المدينة، فقبل ذلك منهم. فكانت فدك لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم خالصة؛ لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب، فهي من صدقة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فالله أعلم على النصف صالح أهلها أم عليها كلها، فكل ذلك قد جاءت به الأحاديث.
* قال محمد بن يحيى، وكان مالك بن أنس، يحدث عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم صالح أهل فدك على النصف له والنصف لهم، فلم يزالوا على ذلك حتى أخرجهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأجلاهم، فعرض [1] عن تاريخ المدينة لابن شبّة.