منزل أبي بكر الصديق، وخرجا من خوخة لأبي بكر في ظهر بيته، ثم عمدا إلى غار بثور فدخلاه. وبعد ثلاثة أيام في الغار الذي بجبل ثور، خرج بهما دليلهما عبد الله بن أرقط، وسلك بهما أسفل مكة، ثم مضى بهما على الساحل حتى عارض الطريق أسفل من عسفان ثم سلك بهما أسفل أمج، ثم استجاز بهما حتى عارض بهما الطريق بعد أن أجاز قديدا، ثم أجاز بهما من مكانه ذلك، فسلك بهما الخرّار، ثم على ثنية المرّة (أو المرة بالتخفيف) ، ثم سلك بهما لقفا، ثم أجاز بهما مدلجة لقفا، ثم استبطن بهما مدلجة محاج، أو (محاج) ثم سلك بهما مرجح محاج، ثم تبطن بهما مرجح من ذي الغضوين ثم بطن ذي كشد، ثم أخذ بهما على الجداجد، ثم على الأجرد، ثم سلك بهما ذا سلم من بطن أعداد (أعداء) مدلجة تعهن ثم على العبابيد، ثم أجاز بهما الفاجّة- أو القاحة، ثم هبط بهما العرج ثم ثنية العائر عن يمين ركوبة حتى هبط بهما بطن ريم، ثم قدم بهما قباء على بني عمرو بن عوف، ثم المدينة حيث مسجده صلّى الله عليه وسلّم.
هذه طريق الهجرة كما وصفها ابن هشام في السيرة النبوية، ومع أن هذه المعالم التي مرّ بها رسول الله في هجرته موزعة في المعجم، وجدت من المفيد التعريف بها مجموعة تحت هذا الطريق، لئلا أكلف القارىء عنت البحث عنها موزعة، فيفقد لذة ومتعة متابعة الرحلة النبوية الكريمة.
1- غار ثور: غار في جبل ثور في جنوب مكة المكرمة، أو جنوب المسجد الحرام على مسافة ثلاثة أكيال.
2- عسفان: بلدة تقع على مسافة ثمانين كيلا شمال مكة، على طريق المدينة.
3- أمج: يعرف اليوم ب «خليص» :
وهو واد زراعي على مائة كيل من مكة شمالا.
4- قديد: بضم القاف: واد فحل من أودية الحجاز التهامية، يأخذ أعلى مساقط مياهه من حرّة «ذرة» ، فيسمى أعلاه ستارة، وأسفله قديدا، يقطعه الطريق من مكة إلى المدينة على مسافة مائة وعشرين كيلا.
5- خيمتا أم معبد: لم يذكرها ابن هشام من مراحل الطريق، ولكنها مشهورة: وهي بطرف وادي قديد من الشمال إذا فاض من الساحل.
6- الخرّار: واد، هو وادي الجحفة وغدير خم، يقع شرق مدينة رابغ على قرابة خمسة وعشرين كيلا.