نام کتاب : المسالك والممالك نویسنده : البكري، أبو عبيد جلد : 1 صفحه : 92
بحسب ذلك. قال وآثارهم بالشحر ومواضع مساكنهم تدلّ على عظم أجسامهم. قال: وكان عاد رجلا جبّارا يعبد القمر، وتزوّج ألف امرأة ورأى من صلبه أربعة آلاف ولد وعاش ألفا ومائتي سنة. ثمّ ملك بعده ولده شداد بن عاد، وهو الذي بنى مدينة إرم ذات العماد، وهذه عاد الثانية، فقد قال الله تعالى في الأولى وبيّنها بقوله عزّ وجلّ: وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى
«1» .
وقال في هذه: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ؟
«2» 94 ولشداد مسير في الأرض وحروب في البلاد، ويقال إنّه تغلّب على سائر ملوك الأرض. قال: ويقال إنّ جيرون بن سعد حلّ دمشق فمصّر مصرها و (جمع عمد) «3» الرخام والمرمر إليها وشيّد بنيانها وسمّاها إرم ذات العماد، وبقية هذا البنيان في هذا الوقت بدمشق يعرف بباب جيرون وهو بناء عظيم.
وأكثرهم كان بالدّوّ «4» والدّهناء وعالج ويبرين ووبار إلى عمان والشحر وحضر موت والأحقاف. قال الله عزّ وجلّ: وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ
«5» . فلمّا سخط الله عليهم جعلها مفاوز وغيطانا وكانت أخصب البلاد، ولحق هود ومن اتّبعه بمكّة فلم يزالوا بها حتّى ماتوا.
95 د: ويقال إنّ قبر هود بحضر موت. وقال أبو الطفيل: سمعت عليّا رضي الله عنه يقول لي: رأيت كثيبا أحمر يخالطه مدرة حمراء وآراك وسدر كثير بناحية كذا وكذا من أرض حضر موت، هل رأيته؟ قلت: نعم والله إنّك لنعتّ نعت رجل قال: ما رأيته ولكنّي حدثت عنه، وفيه قبر هود عليه السلام
نام کتاب : المسالك والممالك نویسنده : البكري، أبو عبيد جلد : 1 صفحه : 92