نام کتاب : المدخل إلى علم الجغرافيا والبيئة نویسنده : محمد محمود محمدين جلد : 1 صفحه : 130
وقوله في سورة الطور: {وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا} ، ولكننا لو تتبعنا هذه الآيات لما وجدنا فعل "تمر" لأن لهذا الفعل وقعًا آخر، ومر السحاب أي باستمرار؛ لأن مرور السحاب لا ينقطع، ولقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى الجبال؛ لأن مرورها أبعد ما يتصوره الإنسان بسبب ضخامتها، وكأن الله سبحانه وتعالى يقول لنا: أيها الإنسان إن هذه الجبال الضخمة التي تحسبها جامدة تمر في سهولة كما يمر السحاب باستمرار، وهذا من إبداع الله سبحانه وتعالى الذي أتقن كل شيء.
وجدير بالذكر أن هناك بعضًا من الناس ينكرون دوران الأرض، وتراءى لهم أن بعض آيات القرآن الكريم تدل على ذلك منها قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا} [الرعد: 3] ، {وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ} [الحجر: 19] ، {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا} [فصلت: 10] .
وحينما نتبع هذه الآيات نجد أن الله سبحانه وتعالى لم يقل إن الأرض راسية، بل قال: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِي} ، وفي آيات أخرى قال: {رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا} . ويمكن تشبيه ذلك بالطائرة مثلًا، فإذا قلنا: إن في الطائرة مقاعد ثابتة أو راسية فهل يعني ذلك أن الطائرة لا تتحرك!
ومن الأدلة الأخرى في القرآن الكريم التي تشير إلى دوران الأرض مثل الشمس والقمر تمامًا، ما جاء في قوله تعالى: {لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 40] . وكذلك ما جاء في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [الأنبياء: 33] .
نام کتاب : المدخل إلى علم الجغرافيا والبيئة نویسنده : محمد محمود محمدين جلد : 1 صفحه : 130