قدم على عثمان رضي الله عنه لامه على إحرامه من خراسان وقال له: ليتك تضبط الميقات الذي يحرم منه الناس.
ومنها كانت مراجل أم المأمون بن الرشيد وهلكت بعد مولد المأمون بمديدة ولقبها صواحبها بمراجل لأنها كانت حسنة الشعر مولعة بترجيله وخدمته.
الباميان (1)
في خراسان، يخرج من جبل الباميان عيون عظام فيمر منها واد إلى القهندار مسيرة شهر، ونهر آخر إلى سجستان، ونهر آخر إلى هراة، ونهر آخر إلى مرو مسافة شهر، ونهر آخر إلى بلخ مسيرة اثني عشر يوماً، ونهر آخر إلى خوارزم مسيرة أربعين يوماً، كل هذه الأنهار تخرج من جبل الباميان لارتفاعه، وفيه معادن نحاس ورصاص وزئبق. والباميان مضافة إلى مرو الشاهجان وبرسمها، وفي سنة إحدى عشرة وستمائة استولى خوارزم شاه على الباميان بجموعه الكثيفة وبها علي بن سام فأناخ عليها حتى ضاق ذرعاً بالحصار فنزل على أن لا يقتله وينزله من بلاده حيث أحب، وحلف على ذلك بمحضر الأمراء والعلماء بالأيمان المغلظة، فلما نزل إليه ودخل للسلام عليه أشار إلى مماليكه الأتراك أن يستعملوا سراً فيما بينهم، فضربه أحدهم بدبوس على الرأس سال منه دماغه فأظهر أنه قتل خطأ فطلب المملوك الذي فعل هذا فهرب، ومر دمه هدراً واستولى على جميع بلاده.
بانياس
مدينة قريبة من دمشق هي ثغر بلاد المسلمين، وهي صغيرة ولها قلعة يستدير بها نهر يفضي إلى أحد أبواب المدينة ولها مصب تحت أرحاء، وكانت بيد الفرنج فاسترجعها نور الدين رحمه الله، ولها محترث عظيم واسع في بطحاء متصلة.
البانس (2)
قرية في آخر عمارة الزنج، وهي جامعة آهلة بالناس، وهم يعبدون الرجيم، والرجيم عندهم طبل كالبتية [3] مجلد من جهة واحدة، ويربطون في ذلك الجلد شريطاً يجذبونه به فيكون له صوت هائل يسمع على ثلاثة أميال ونحوها، ومدينة البانس آخر عمالة الزنج وتتصل بها أرض سفالة الذهب، وجميع بلاد الزنج بضائعهم الحديد وجلود النمور الزنجية وهي جلود حمر ناعمة جداً وليس عندهم دواب، إنما يتصرفون بأنفسهم وينقلون أمتعتهم على رؤوسهم وعلى ظهورهم إلى مدينتي منبسة وملندة [4] فيبيعون هناك ويشترون، وليس للزنج مراكب يسافرون بها إنما تدخل إليهم المراكب من عمان وغيرها إلى جزائر الهند فيبيعون هناك متاعهم، وللعرب في قلوب الزنج رعب عظيم ومهابة، فلذلك متى عاينوا رجلاً من العرب تاجراً أو مسافراً سجدوا له وعظموا شأنه وقالوا بكلامهم: هنيئاً لكم يا أهل اليمن [5] ، والمسافرون لبلادهم يسرقون أبناء الزنج بالتمر يخدعونهم به، فينقلونهم من مكان إلى مكان حتى يقبضوا عليهم ويخرجوهم من بلادهم إلى البلاد التي يكونون بها، ويقابل بلاد الزنج الساحلية جزائر تسمى الزابج وهي كبيرة وأرضها واسعة وأهلها سمر جداً وتزرع بها الذرة وقصب السكر وشجر الكافور.
باجرا
مدينة في الجزيرة من أعمال الموصل بناها عبد الأعلى بن يزيد بن أمية السلمي في الفتنة وبها منزله. باجروان
من بلاد الجزيرة أيضاً وهي قرية كبيرة كثيرة الأهل، وهي كثيرة الأسواق والحمامات، وهي على نهر وبها زروع وكروم وبساتين، ومنها إلى الرقة ثلاثة فراسخ.
بازبدى
مدينة من كور الموصل وعندها يلتقي نهر الخابور الخارج من بلاد ارمينية بدجلة، وهذه الديار ديار بني حمدان، وفيها يقول الشاعر6:
بقردى وبازبدى مصيف ومربع ... وعذب يحاكي السلسبيل برود
وبغداد ما بغداد أما ترابها ... فجمر وأما حرها فشديد
باخرزه (7)
من نواحي نيسابور منها علي بن الحسن الباخرزي
(1) قال ياقوت: بلدة وكورة في الجبال بين بلخ وهراة وغزنة.
(2) نزهة المشتاق: 40؛ وفي نسخة آياصوفيا وبعض المواضع من نسخة كوبريللي (البايس) - بياء تحتية. [3] ص ع: كالبقية. [4] ع: ومادنة؛ ص: ومادونة، والتصويب عن نزهة المشتاق. [5] نزهة المشتاق: يا أهل بلاد التمر، وهو أصوب.
(7) أثبتها ياقوت دون هاء، ولكن الهاء موجودة في اسمها الأصلي ((بادهرزه)) .