نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : الحميري، ابن عبد المنعم جلد : 1 صفحه : 597
وأكثر مخافة أن تنكسر، فتهب الريح المذكورة فيصيرون بقدرة الله تعالى حتى تنجو أو تتلف، كيف ما شاء الله عز وجل، وعندهم علامة للخلاص إذا قضى الله تعالى بذلك، وهي أن يرى أهل المراكب على صاريهم طائراً ذهبي اللون كأنه شعلة نار، فإذا رأوه علموا أنه من علامات النجاة، تواترت الأخبار بذلك، وهي من العجائب.
وملوك الهند [1] والصين ترغب في ارتفاع ظهور الفيلة وتزيد في أثمانها الذهب الكثير، وأرفعها تسع أذرع، وقد يوجد في موضع معلوم عندهم عشر أذرع وإحدى عشرة ذراعاً.
ومملكة الهند [2] عند جميع ملوك الكفار، بإجماع منهم، مملكة الحكمة، والحكمة من الهند مبدؤها. وزعموا أنهم أول من ضم المملكة ونصبوا لها ملكاً، وأولهم البرهمن الأكبر، وهو الذي أظهر الحكمة وطبع السيوف وآلات الحرب وصور الأفلاك والبروج، وجعل ذلك كتابة قريبة للعقول وأثبته في الأفهام، وأشار إلى المبدأ الأول، وذلك هو كتاب " السند هند " أي دهر الدهور، ومنه فرعت الكتب، المجسطي وغيره.
وأعظم [3] ملوك الهند البلهرا ومعناه ملك الملوك. والهند سبعة أجناس أحدها الساكهرية [4] ، وهم الأشراف منهم، والملك فيهم لا يكون في غيرهم، وجميع أجناسهم يسجدون له عند اللقاء وهم لا يسجدون لأحد، ثم البراهمة، وهم عباد الهند ولباسهم جلود النمور، وهم يعبدون الأصنام توسلاً إلى الله تعالى.
ولأهل الهند [5] اثنتان وأربعون ملة، فمنهم من يثبت الخالق وينفي الرسل، ومنهم من ينفي الكل، ومنهم من يعبد النار ويحرق نفسه، ومنهم من يعبد الشمس ويسجد لها ويعتقد أنها الخالقة المدبرة لهذا العالم، ومنهم من يعبد الشجر، ومنهم من يعبد الثعابين يحظرونها بحظائر ويطعمونها أرزاقاً، وهم يتوسلون بها، ومنهم من لا يتعب نفسه بعبادة شيء وينكر الكل. هنين[6] :
مدينة بالمغرب جليلة على البحر، وشمالها تلمسان، وهي بقرب ندرومة.
الهولاة:
جزيرة في البحر من جزر قمار، سكانها الهند، وليس بها متجر ولا سوق.
هيت [7] :
مدينة بين الرحبة وبغداد، وهي على شاطئ الفرات، والهيت الهوة، وسميت هيت لأنها في هوة، وهي الأرض المنخفضة، وقيل سميت باسم بانيها هيت بن البلندى ملك من ولد مدين بن إبراهيم عليه السلام.
وهي [8] في غربي الفرات، وعليها حصن، وهي من أعمر البلاد. وبأرض هيت عيون تسيل بالقار.
وفي مطلع قصيدة للمعري:
هات الحديث عن الزوراء أو هيتا ... ومن مدينة هيت محمد بن أبي العز بن جميل محيي الدين، ولاه الخليفة الناصر صدقة المخزن، بيته مشهور بهيت، توفي سنة عشر وستمائة له في فرس أحمر محجل الأربع:
ومحجل للحسن منه حلة ... من أجلها فتنت به الأبصار
لما أتى والبرق يعثر خلفه ... خلعت عليه ثيابها الأنوار
إن قلت نار فالدخان بعرفه ... يقضي بما حكمت به النظار
أو قلت فيه جنة فانظر له ... قد فجرت من تحته الأنهار وكان فتح [10] هيت على يد عمر بن مالك بن عتبة بن نوفل، [1] عن ابن خرداذبه: 67 وعنه نزهة المشتاق: 34. [2] مروج الذهب 1: 148 وما بعدها، وقارن بطبقات صاعد: 11، وقد نقل مؤلف الترجمانة: 482 بعض هذه المادة. [3] الإدريسي (ق) : 22، 23 (OG: 95) . [4] ص ع: الشاكهرية. [5] الإدريسي (ق) : 34 (OG: 96) . [6] انظر الإدريسي (د/ ب) : 172/ 112، والبكري: 80 وياقوت. [7] معجم ما استعجم 4: 1357، وقارن بياقوت. [8] نزهة المشتاق: 198. [10] الطبري 1: 2479.
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : الحميري، ابن عبد المنعم جلد : 1 صفحه : 597