نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : الحميري، ابن عبد المنعم جلد : 1 صفحه : 561
ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل
فاسأل المهراس من ساكنه ... بعد أبدان وهام كالحجل وقال شبل بن عبد الله مولى بني هاشم [1] :
واذكروا مصرع الحسين وزيد ... وقتيلاً بجانب المهراس يعني حمزة بن عبد المطلب، وإنما نسب قتله إلى بني أمية لأن أبا سفيان كان رئيس الناس يوم أحد. مهورة[2] :
مدينة بالهند منيعة مشهورة لها في بلاد الكفر ذكر قديم واشتهار عظيم، ومن جهلهم يذكرون أن الجن رفعت قواعد بنيانها وبنت بيوت أوثانها، إذ لم يعرفوا أول بانيها، ولا أول من نصب الأصنام فيها، وذاك أنهم صادفوا مباني لا يهتدي لمثلها الإنس، ولا يهتدي لصنعتها أهل الدهر، ويوردون في أخبارهم أن الحكمة تقسمت ثلاثة أقسام، ففاز أهل مهورة وأصنامها بثلثيها، وبقي لسائر البرية ثلثها، وهي مدينة كبيرة لها سبعة أبواب، وبني سورها بالشيد والحجارة، وكان فيها زهاء ألف قصر مشيد، وألف بيت للأصنام، وكان في عرصتها دار ذات ارتفاع، ساحتها ألف ذراع، قد بنيت من صفائح الصخور، وبني عليها ثلاثة بيوت للأصنام، وكلها من حجر لا تعمل فيه المعاول، حتى كأنها من أسها إلى سمكها منحوتة من حجر واحد، وعلى رأس كل واحد من بيوتها شمسة عظيمة قد وشحت بالتذهيب التام، وأمام كل بيت سارية منصوبة من صخرة واحدة، طولها ثلاثون ذراعاً في نهاية الغرابة، على رأس كل واحدة منها تمثال خنزير أو ثور، قد تلطف في تصويرها بغاية الحذق، بحيث لو تصاب صخور مثل تلك الصخور المنحوتة وصناع يحسنون تلك الصنعة وبذل مائة ألف دينار على التقليل، لما تم في مدة مائتي سنة مثل ذلك البناء على التحقيق. وكانت فيها خمسة أصنام مصنوعة من الذهب طول صنم منها تسعة أذرع في عرض موافق لهذا الطول، وجوارح تشاكل هذا الجرم المحدود، وكان وجه كل صنم منها كوجه أسد، له نابا خنزير، قد ركب في رأس كل ناب منهما ياقوت متقارب الهيئة رماني اللون، في صفاء واحمرار رائق، كأنهما قد أفرغا في قالب واحد، بحيث لو أعطيا في سوم مبتاع لاسترخص كل واحد منهما بمائتي ألف دينار، ووجد في سائر جوارحه من الياقوت واللآلي الكبار عدد كثير بلغ وزن ياقوت أكهب منها وزن ستمائة مثقال، وبغور الفراغ وزن صنم منها بعد عناء شديد في تفريق أجزائه فبلغ ثمانية وتسعين ألف مثقال وثلثمائة مثقال، وكل واحد من هذه الأصنام غير ناقص عن هذا المقدار، وقلع من الأصنام المفصلة زيادة على ألف صنم من الكبار والصغار وملئت تلك البيوت بالحطب وأضرمت فيها النيران. مهرة:
من بلاد اليمن، ذكر ابن وهب عن ابن لهيعة أن رجلاً من مهرة أتى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال له: ممن أنت؟ قال: من مهرة، فقال علي رضي الله عنه " واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف ". قال ابن لهيعة: قبر هود عليه السلام بمهرة.
المهدية:
مدينة محدثة بساحل إفريقية، كان يقال لتلك الناحية: جمة، بناها عبيد الله الشيعي الخارج على بني الأغلب، وهو سماها المهدية نسبها إلى نفسه، وكان ابتداء بنيانها في سنة ثلثمائة، وهو عبيد الله بن سالم صاحب شرطة زياد ومن مواليه، وسالم جده قتله المهدي العباسي على الزندقة وكان عبيد الله يلقب بالمهدي، وللناس اختلاف في ثبوت نسبه وأكثرهم نفاه وما أثبته، والعبيديون منسوبون إليه، وانتقلوا إلى الإسكندرية وملكوها وملكوا البلاد المصرية، وكانت لهم دولة شامخة حتى كان آخرهم عبد الله العاضد، فهو الذي حجبه صلاح الدين، ثم تسبب في محو رسمهم وصير الدولة عباسية.
وبين المهدية [3] والقيروان ستون ميلاً، والبحر قد أحاط بها من جهاتها الثلاث، وإنما يدخل إليها من الجانب الغربي، وربضها يعرف بزويلة، فيه الأسواق والحمام، وقد مر ذكرها في حرف الجيم [4] . [1] كذا في معجم البكري والمشهور أن الشعر لسديف بن ميمون. [2] ع: مهوبة؛ ص: مهوية، وصححتها ترجيحاً اعتماداً على ما عند البيروني في ((تحقيق ما للهند)) . فقد ذكر ((ماهورة)) (انظر مثلاً: 158، 466 ... ) وميزها بالشهرة الدينية والتعظيم عند البراهمة. [3] الاستبصار: 117، والبكري: 29. [4] انظر مادة ((جمة)) .
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : الحميري، ابن عبد المنعم جلد : 1 صفحه : 561