نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : الحميري، ابن عبد المنعم جلد : 1 صفحه : 533
ومصلى العيد في رأس الميدان في مربعة أبي جهم، ويطوف به من جميع نواحيه البنيان والعمارات، وهو على نهر وعليه أبنية كثيرة من المدينة، وهو مما يلي ناحية سرخس. وللمدينة الداخلة أربعة أبواب: الباب الأول يلي المسجد الجامع، وباب يعرف بباب سنجان، وباب بالين وباب درمشكان [1] ، ومن هذا الباب يخرج إلى ما وراء النهر، وعلى هذا الباب عسكر المأمون أيام مقامه بها إلى أن انتهت إليه الخلافة ومرو أيضاً كانت معسكر الإسلام في أوله ومنها استقامت مملكة فارس للمسلمين لأن يزدجرد ملك فارس قتل بها في طاحونة، ومن مرو ظهرت دولة بني العباس لأن في دار أبي النجم المعيطي صنع أول سواد صنع ولبسته المسودة.
ومن صحة تربة مرو أن بطيخهم يقدد ويحمل إلى سائر البلاد، ولا يمكن في غيرها، وتكون البطيخة الواحدة بها من ربع قنطار وأكثر، ولا يكون موضع الزريعة منها إلا قدر موضع بيضة، وتضع منه شرائح وتجفف، ويؤكل جافاً أطيب منه رطباً وتصنع منه حلوى، ويجد الذي يأكله له رائحة عطرة لا تشبه بشيء، تبقى في يد المتناول أياماً وإن غسل بغاسول، وكان يجتلب منه للمأمون في كل عام بنحو عشرة آلاف دينار وأكثر، ومن معادنها يكون الاشبوعان الذي يحمل إلى سائر البلاد، ويرتفع من مرو الابريسم والقز الكثير والقطن الذي ينسب في سائر البلاد إليها، وهو غاية في اللين لا يعدل به ويتجهز به إلى الآفاق.
وحكوا ان امرأة من مرو كانت تلد البنات، فقيل لها: احمدي الله، فقالت: لا أحمد الله، فولدت قردة. قال المخبر: فرأيتها ترضعها في حجرها.
وبمرو كان سرير سلطنة خراسان من قديم الزمان، وفيها معظم العسكر، فأرسل الططر في الخفية إلى البلد: إن أنتم قاتلتمونا مثل أهل بلخ ونيسابور وهراة لم يبق منكم أحد، وفعلنا بكم كما فعلنا بهم ولا يغركم الجند فإنهم يفرون على خيولهم ويتركونكم في أيدينا، وأرسلوا إلى الجند: خلوا بيننا وبين الرعية والأموال وسيروا حيث تحبون، فتجادل الصنفان، وركن أهل البلد إلى تأمينهم، فلما ملكوا المدينة لم يبقوا على بلدي ولا جندي، ومن أفلت من الجند أدركته خيل الططر، وخرجت عليهم من كمائنهم التي وضعوها في البساتين والرساتيق، وجاءوا من كل حدب ينسلون، وانجلت الحال عن سبعمائة ألف قتيل من المسلمين وإنما عرف عددهم بأن وضعت عليهم [2] قطع القصب، وكان القتلى بنيسابور وبلخ وهراة أكثر مما كانوا بمرو، وهذه أمهات مدن خراسان التي كان المثل يضرب بعمارتها وعظمها، خربوها وقتلوا أهلها في بعض سنة، وفعلوا في مدارس هذه المدن وربضها ما تنبو عنه الأسماع، فسبحان من أرسلهم لطي الدنيا.
مرو الروذ:
بخراسان أيضاً، والمرو بالفارسية المرح كما قلناه والروذ الوادي، فمعناه: وادي المرح، لأن إضافتهم مقلوبة والنسبة إليها مرورودي، هذا هو المستعمل، وإن ينسب روذي.
وقالوا [3] : هذه أكبر من بوشنج وهي مدينة قديمة في مستو من الأرض بعيدة عن الجبال أرضها سبخة كثيرة الرمل وأبنيتها من الطين، وهي على غلوة سهم من النهر وفيها ثلاثة مساجد للجماعات ولها قصبة في نشز مرتفع، وماء المدينة يجلب إليها في قنوات كثيرة وللمدينة أربعة أبواب، وبمرو نهر عظيم تنبعث منه أنهار وتسقى بها الرساتيق وجملة ضياعهم، وفي هذه الضياع مبان متقنة ومتنزهات حسنة.
ومرو معتدلة الهواء حسنة الثرى ويقدد بها البطيخ ويحمل إلى كل الآفاق، ويرتفع من مرو الابريسم والقز الكثير ويتجهز منها بالقطن العجيب الذي ينسب في سائر الأقطار إليها، وهو الغاية في اللين وتعمل منه بها الثياب تحمل إلى كل الآفاق، ولها منابر مضافة إليها ومعدودة منها، وبين مرو الروذ ومرو [4] الشاهجان ست مراحل، ومرو الروذ ما بين مرو وبلخ وهي أقرب إلى مرو.
وافتتح مرو الروذ الأحنف بن قيس، وهو من قبل عبد الله بن عامر، في خلافة عثمان رضي الله عنه. [1] تصحفت أسماء الأبواب في ص ع فجاءت: بابن سنجار، وباب البر وباب دسيطا، وصوبته عن الكرخي. [2] سقط من ع. [3] نزهة المشتاق: 143، وقارن بابن حوقل: 369، والكرخي: 152، والمقدسي: 291، وياقوت، وتبدو بعض المعلومات مشتركة مع ما ذكر عن مرو الشاهجان، فهل خلط الإدريسي بين المدينتين أو أن النسخ مضطربة؟ [4] ص ع: وبين مرو.
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : الحميري، ابن عبد المنعم جلد : 1 صفحه : 533