نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : الحميري، ابن عبد المنعم جلد : 1 صفحه : 421
عسْفَان [1] :
بلد بين مكّة والمدينة، بينها وبين مكة تسعة وأربعون ميلاً، وبينها وبين البحر عشرة أميال، وفيها آبار عذبة، وبين عسفان وقديد أربعة وعشرون ميلاً، وعسفان كثيرة الأهل خصيبة، ماؤها من الآبار، وقال كثيّر [2] :
قلن عسفان ثم رحن عشاء ... قاطعات ثنيّةً من غزالِ وكان تبع ملك اليمن أتاه نفر من هذيل، وهو بين عسفان وأمج فقالوا له: أيها الملك، ألا ندلك على بيت مال داثر أغفلته الملوك قبلك، فيه اللؤلؤ والزبرجد والياقوت والذهب والفضة، يريدون الكعبة. . . إلى آخر القصة، ذكرها ابن إسحاق [3] .
وربما كان في عسفان غدران بين أراك وأم عيلان وبين الجحفة وعسفان غدير خم، وهو الذي دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنقل حماه إلى مهيعة لما استوبأ المهاجرون المدينة.
عسيب [4] :
جبل على قاع النقيع.
وكان امرؤ القيس لما مضى إلى قيصر فوشي به إليه في شيء نسب إليه، فوجه معه جيشاً يعينه على أخذه بثأره، وأرسل إليه بأثر ذلك بحلة مسمومة مع رجل وقال له: الملك يخصك بالسلام، وقد بعث إليك بحلة لتلبسها يكرمك بها، فأدخله الحمام وكساه إياها بعد خروجه، فلما لبسها تنفط جسمه فكان يحمل في محفة، وفي ذلك يقول [5] :
وبدلت قرحاً دائماً [6] بعد صحة ... لعل منايانا تحوَّلْنَ أبؤسا ثم نزل إلى جنب جبل وفي ناحية منه قبر، فسأل عنه فقيل له: هو قبر لابنة بعض ملوك الروم، قال: فما جاء بها إلى هاهنا؟
فقيل له: إنها ترهبت فماتت حيث يرى الملك ذلك، فعند ذلك جعل يقول [7] :
أجارتنا إن الخطوبَ تنوبُ ... وإني مقيم ما أقام عسيبُ
أجارتنا إنا غريبان هاهنا ... وكل غريب للغريب نسيب
فإن تصلينا فالمودَّة بيننا ... وإن تهجرينا فالغريب غريب
أجارتنا ما فات ليس يؤوب ... وما هو آت في الزمان قريب
وليس غريباً من تناءت دياره ... ولكنَّ من زار الترابَ غريب
عشقة:
جزيرة في بحر القلزم يسكنها قوم صيادون ينسبون إلى جهينة، وهم يدخرون الماء في هذه الجزيرة ويرثونه عن آبائهم ويجلبونه من البراري على مسافات بعيدة، وهم سمر الألوان من هذا البحر، شقر الشعور من مباشرة الشمس، ولهم جلبات يصطادون بها، وليس لهم طعام غير السمك والتمر، وسمكهم حوت أخضر واسع، زنة الحوت رطل ونحوه، وإذا ادخر الرجل منهم ألف حوت فذلك الغني، وإن كان عنده مع ذلك حمل تمر فذلك الذي لا فوقه أحد. وبهذا الحوت يتبايعون وبه يتناكحون، وإذا خطرت السفينة عليهم أتوها يستطعمون أهلها، وهم في السباحة والصبر عليها كبعض حيوان البحر. وفي جزيرة عشقة هذه وجدت اللؤلؤة المسماة باليتيمة، فحملها الذي وجدها منهم إلى مصر، وأهداها إلى صاحبها فسأل أهل الميز بالأحجار تقويمها، فلم يدر لها قيمة لارتفاع ثمنها وغرابة أمرها، قال لمهديها: ما أمنيتك؟ فسأله أن يعطيه جزيرته التي أصابها فيها ففعل، وملوك مصر يضعون هذه اللؤلؤة في عمائمهم إلى الآن. العوراء:
موضع باليمامة. والعوراء أيضاً دجلة وقد تقدم القول فيها في حرف الدال. [1] قارن بنزهة المشتاق: 51. ورسالة عرام: 37. وياقوت (عسفان) ، وفي رحلة الناصري: 232 نقل عن الروض. [2] ديوان كثير: 396. [3] السيرة 1: 23 - 24. [4] قارن بياقوت (عسيب) حيث يذكر أن عسيباً جبل بعالية نجد، وكذلك المغانم المطابة: 263. [5] ديوان أمرئ القيس: 107. [6] رواية الديوان: داميا. [7] في الديوان: 357 منها بيتان فقط.
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : الحميري، ابن عبد المنعم جلد : 1 صفحه : 421