وعن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفل الناس يوم خيبر الخبز والطبيخ والشواء وما أكلوا غير ذلك في بطونهم غير متأثليه.
وبعث خالد رضي الله عنه بالخبر مع رجل من بني عجل كان دليلاً صارماً، فقدم على أبي بكر رضي الله عنه بالخبر بفتح أليس وبقدر الفيء وبعدة السبي وبما حصل من الأخماس وبأهل البلاء من الناس، وبلغت قتلاهم يوم أليس سبعين ألفاً. وقال خالد رضي الله عنه: لقد قاتلت يوم مؤتة وانقطع في يدي تسعة أسياف وما لقيت قوماً كقوم لقيتهم من أهل فارس، وما لقيت من أهل فارس قوماً كأهل أليس. ألش (1)
بالأندلس، إقليم ألش من كور تدمير بينه وبين اريولة خمسة عشر ميلاً، وألش مدينة في مستو من الأرض يشقها خليج يأتيها من نهرها يدخل من تحت السور ويجري في جهاتها ويشق أسواقها وطرقاتها، وهو ملح سبخي. ومن ألش إلى لقنت خمسة عشر ميلاً أيضاً، ومن الغرائب أن بساحل ألش بمرسى يعرف بشنت بول حجراً يعرف بحجر الذئب، إذا وضع على ذئب أو سبع ويكن له عدوان وفارق طبعه في الفساد.
الياج (2)
موضع بجزيرة صقلية بالقرب من مدينة قطانية، وبالقرب منه جبل النار [3] ، وهو جبل عظيم منيف كثير الثمار ويقطع فيه عدد السفن من خشب الشوع والأرجل [4] الضخمة وغير ذلك ويذكر أهل صقلية أنه انفجر من جبل النار نهر جار [5] فجرى أياماً يراه الناس، وبقي أثره هناك إلى الأبد متحرقاً أسود لا ينبت شيئاً من النبات. وفي جبل النار هوة عظيمة كأنها ثغر [6] يخرج منها ريح شديدة، ويذكرون أنه قذف فيها حجر قد لف في كساء فبقي هاويا ساعة ثم رفعت الريح ذلك الكساء إلى أعلى العنق وذهب الحجر سفلاً، وفي هذا الجبل طائر تسميه العامة عقعق الجبل، يتعلق برجليه من الشجر ويدلي رأسه ويسمع له صوت يتأدى إلى سامعه منه قول القائل اقع اقع، وإذا قرب منه المرء طار ثم نزل على غصن وسمع له صوت يتأدى إلى سامعه منه: قرقرت بك قرقرت بك. وتسير من الياج إلى مسيني.
أمج (7)
بفتح أوله وثانيه وبالجيم، قرية جامعة، ما بين مكة والمدينة على أميال من قديد لها سور [8] وهي كثيرة المزارع وأهلها خزاعة، وبها آثار كثيرة وبها نخل، وهي محلة بني نمرة وجماعة من الناس وفيها حوانيت وسوق، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من المدينة حتى إذا كان بالقديد بين عسفان وأمج أفطر. ومرت بأمج هذه أم جعفر بنت جعفر بن الزبير بن العوام، فقالت لحاضريها: أبي والله الذي يقول:
هل في ادكار الحبيب من حرج ... أم هل لهم الفؤاد من فرج
أم كيف أنسى مسيرنا حرماً ... يوم حللنا بالنخل من أمج
يوم يقول الرسول قد أذنت ... فأت على غير رقبة فلج
أقبلت أهوي إلى رحالهم ... أهدى إليها بريحها الأرج وقال عبد الله بن حية: طفت مع سعيد بن جبير فمر بنا رجل يقال له حميد الأمجي فقلت: أتعرف هذا قال: لا فقلت: هذا الذي يقول فيه الشاعر:
حميد الذي أمج داره ... أخو الخمر ذو الشيبة الأصلع
علاه المشيب على شربها ... وكان كريماً فلم ينزع فقال: وكان سفيهاً فلم ينزع، فقلت: يا أبا عبد الله ليس هكذا، فقال: والله لا كان كريماً وهو مقيم عليها.
وحدث مالك بن أنس عن ابن شهاب، قال: تقدم قوم
(1) برفنسال: 31 والترجمة: (Elche) والإدريسي (د) : 193.
(2) (Aci) الإدريسي (م) : 28، وتكتب ((لياج)) بإسقاط الهمزة غالباً، وسيذكرها المؤلف في باب اللام. [3] انظر مادة ((البركان)) . [4] هذه قراءة ص؛ وفي ع: الأجل. [5] ص: حار. [6] ص: لا لها قعر؛ وصورة ذلط في ع أيضاً: لا لها.
(7) معجم ما استعجم 1: 190. [8] معجم البكري: بها سوق.