نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : الحميري، ابن عبد المنعم جلد : 1 صفحه : 274
رأيت على ركن من أركانها مكتوباً بحمرة: حضر فلان بن فلان وهو يقول: من إقبال ذي الفطنة إذا ركبته المحنة انقطاع الحياة وحضور الوفاة، وأشد العذاب تطاول الأعمار في حال الإدبار وأنا القائل:
ولي همة أدنى منازلها السهى ... ونفس تعالى في المكارم والبها
وقد كنت ذا حال بمرو قوية ... فبلغت الآمال في بيعة الرها
ولو كنت معروفاً بها لم أقم حياً ... ولكنني أصبحت ذا غربة بها
ومن عادة الأيام إبعاد مصطفى ... وتفريق مجموع وتبغيض مشتهى
رهاط [1] :
بضم أوله، قرية جامعة على ثلاثة أميال من مكة بها كان سواع، صنم لهذيل، وقال أبو صخر:
فماذا ترجي بعد آل محرق ... عفا منهم وادي رهاط إلى رحب روذبار[2] :
هو اسم لساحل جيحون كله.
روذان [3] :
بلدة حسنة من كور الجبل، وهي إقليم حسن وناحية شريفة، ومنها إلى نهاوند عشرون ميلاً، وبينها وبين همذان ثلاثة فراسخ، ويعمل بها الزعفران، فهي تعرف ببلد الزعفران.
روذة [4] :
بضم أوله وبالذال المعجمة، موضع من قرى نهاوند، قالوا: خرج عمرو بن معدي كرب الزبيدي في جماعة من بني مذحج زمان عثمان رضي الله عنه يريد الري ودستبى، فنزلوا خاناً من تلك الخانات، وكان عمرو إذا أراد الحاجة لم يستعجل عنها، فأمعن عمرو في حاجته وأبطأ، وأرادوا الرحيل، وكره كل منهم أن يدعوه وذلك من إعظامهم إياه حتى طال عليهم، فجعلوا يقولون: أي أبا ثور، أي أبا ثور، وجعلوا يسمعون علزاً ونفساً شديداً، قال: فخرج عليهم محمرة عيناه مائل الشق والوجه مفلوجاً، وإذا الشيطان قد ساوره، فسار معهم محمولاً مرحلة أو دونها فمات فدفن بروذة، وقالت امرأته ترثيه:
لقد غادر الركب الذين تحملوا ... بروذة شخصاً لا ضعيفاً ولا غمرا وروي أيضاً أنه شهد فتح نهاوند مع النعمان بن مقرن وقاتل يومئذ فأثبتته الجراحات، فحمل فمات بروذة من قرى نهاوند، وقال ابن دريد: مات عمرو بن معدي كرب على فراشه من حية لسعته.
رومة [5] :
بضم أوله، بئر رومة بالمدينة، وكانت ليهودي يبيع المسلمين ماءها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يشتري رومة فيجعلها للمسلمين وله بها مشرب في الجنة "؟ فاشتراها عثمان رضي الله عنه بعشرين ألفاً.
ومن بئر رومة كانت تحمل المرأة الزريقية الماء إلى تبع في القرب فأثابها، فلذلك صار ولدها أكثر بني زريق مالاً.
ورومة أيضاً مدينة عظيمة للنصارى هي ركن من أركانهم وكرسي من كراسيهم [6] ، وبأنطاكية كرسي، وبالإسكندرية أيضاً كرسي، وببيت المقدس كرسي لكنه محدث لم يكن في أيام الحواريين واتخذ بعدهم ليعظم بيت المقدس. ويذكر أن محيطها تسعة أميال ولها سوران من الحجر، وعرض السور الداخل اثنا عشر شبراً وسمكه اثنان وسبعون ذراعاً.
وكانت [7] رومة دار مملكة الروم، ونزلها من ملوكهم تسعة وعشرون ملكاً ثم نزل بعمورية [8] منهم ملكان، ثم انتقلت مملكتهم إلى رومة فنزلها ملكان ثم ملك بها قسطنطين الأكبر فانتقل إلى القسطنطينية. [1] معجم ما استعجم 2: 678. [2] معجم ما استعجم 2: 684، وعند ياقوت عدو مواضع بهذا الاسم. [3] قارن بياقوت (روذان) . [4] معجم ما استعجم 2: 684. [5] معجم ما استعجم 2: 685. [6] أول المادة عن الادريسي (م) : 73، وانظر مروج الذهب 3: 407، وصبح الأعشى 5: 407، وابن الوردي: 50. [7] البكري (ح) : 192، وبضعه عند ابن خرداذبه: 104، ومروج الذهب 2: 311. [8] ابن خرداذبه: نقمودية.
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : الحميري، ابن عبد المنعم جلد : 1 صفحه : 274