responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : الحميري، ابن عبد المنعم    جلد : 1  صفحه : 201
عمرة من الموارقة والأغزاز في هذه السنة، وكانت وقيعة شديدة على الموحدين أثخن فيهم الموارقة والأغزاز وهزموهم، فامتعض المنصور من ذلك واستبد برأيه، وتحرك من تونس في رجب هذه السنة واشتد على من تخلف عنه، وتمادى إلى القيروان فدخلها وتطوف على آثارها وصلى بجامعها وزار مقبرتها، ولما كان على فرسخين من الحمة هذه وجه خيلاً لمنازل الأعراب الذين مع الموارقة فشنوا الغارة هناك مع الصباح واكتسحوهم وساقوا أموالهم وقفلوا، وبلغ ذلك العرب فارفضت جموعهم وتضعضعت محلة الموارقة بسبب ذلك، ثم ناجز القوم وباشر الحرب بنفسه فاستؤصلت الموارقة في المعترك وأفلت قراقش وابن غانية واتبعهم السيف إلى الليل، ثم توجه إلى قابس فاستسلم أهلها وفتحوا له أبوابها، وأسلموا أصحاب قراقش وشيعته، وكان اتخذها حصناً وشحنها بشيعته وأصحابه، وامتنعت شيعته بقصر العروسين منها يومين، ثم نزلوا إليه من الأسوار راغبين في الأمان، فبعث بهم في البحر إلى تونس ووبخ أهل قابس على اتباع كل ناعق، ثم انحفز إلى توزر فأعلنوا له الطاعة. وفي ذلك يقول أبو بكر بن مجبر:
أسائلكم لمن جيش لهام ... طلائعه الملائكة الكرام
تجاذب خيله اليمن اغتباطاً ... بعصمته وتخطبه الشآم
ويعطو المسجد الأقصى إليه ... ويشرف نحوه البيت الحرام ومنها:
مضى متقلداً سيفي مضاء ... هما الإلهام والجيش اللهام
فسل ما حل بالأعداء منه ... وكيف استؤصل الداء العقام
لقد برزت إلى [1] هول المنايا ... وجوه كان يحجبها اللثام
وما أغنت قسي الغز [2] عنها ... فليست تدفع القدر السهام
كأن الحرب كانت ذات عقل ... صحيح لم يحل به سقام
فأفنت كل من دمه حلال ... وأبقت كل من دمه حرام
متى يك من ذوي الكفر اعتداء ... يكن من فرقة التقوى انتقام وقال هو أو الجراوي في ذلك أيضاً:
رأى الشقاء ابن إسحاق أحق به ... من السعادة والمحدود محدود
وكيف يحظى بدنيا أو بآخرة ... محلأ عن طريق الخير مطرود
أعمى ونور الهدى باد له وكذا ... من لم يساعده توفيق وتسديد
لم يصغ للوعظ لا قلباً ولا أذناً ... وكيف تصغي إلى الوعظ الجلاميد
لجت ثمود وعاد في ضلالهم ... ولم يدع صالح نصحاً ولا هود
والسيف أبلغ فيمن ليس يردعه ... عن الغواية إيعاد وتهديد
أولى له لو تراخى ساعة لغدا ... وريده وهو بالخطي مورود
أنحى الزمان على الأعداء [3] واجتهدت ... في قطع دابرهم أحداثه السود
يوم جدير بتعظيم الأنام له ... فما يقاس به في حسنه عيد

[1] ع: هون.
[2] ع ص: العز.
[3] البيان المغرب: الأغزاز.
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : الحميري، ابن عبد المنعم    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست