نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : الحميري، ابن عبد المنعم جلد : 1 صفحه : 103
بلاطة [1] :
فحص بلاطة بالأندلس بين أشبونة وشنترين، يقول أهل أشبونة وأكثر أهل المغرب إن الحنطة تزرع بهذا الفحص فيقيم في الأرض أربعين يوماً فتحصد وان الكيل الواحد منها يعطي مائة كيل وربما زاد ونقص. بلزمة[2] :
هي حصن اولي في الشرق من قبر مادغوس وهي في القرب منه وبمقربة من بلد قسطنطينة وبينهما يومان، وهو حصن لطيف وفي أهله عزة ومنعة وله ربض وسوق وآبار طيبة الماء وهو في بساط من الأرض كثير المزارع والقرى، وفي قراه حصون كثيرة وتسير منه إلى مدينة نقاوس، وبناؤه بالحجارة الكبار القديمة، ويذكر أهل تلك الناحية أنه من أيام عيسى عليه السلام، والمدينة في ذاتها مردومة بالتراب والأحجار، ويرى الراءون سورها من خارجها عالياً فإذا دخلوا المدينة لم يروا لها سوراً لأن أرض الحصن مساو لشرفاته ردماً وهذا من غريب البناء.
بليونش [3] :
قرية كبيرة عند سبتة آهلة كبيرة وكان يوسف بن عبد المؤمن [4] ملك المغرب أمر بجلب الماء من هذه القرية إلى سبتة في سنة ثمانين وخمسمائة على مسافة ستة أميال في قناة تحت الأرض وشرع في عمل ذلك ثم عاقت عنه عوائق فترك. وقرية بليونش على جبل عظيم فيه القردة، وتحته عبر موسى بن نصير إلى ساحل طريف فسمي به، ولبعضهم:
بليونش جنة ولكن ... طلوعها يقطع النياطا وقد ذكرها أبو العباس الينشتي الذي كان صاحب سبتة في قوله، وهو ببغداد، يتشوق إلى سبتة [5] فقال:
تذكرت من بغداد أقصى المغارب ... فجال نجي الفكر بين الترائب
فصبرتها نفساً تكاد من الأسى ... تسرب ما بين الدموع السوارب
وقلت لئن كابدت ترحة راحل ... فسوف يريك الله فرحة آيب
فلا تيأسي من بعد قصة يوسف ... ولو كنت قد جاوزت سد مآرب
ويا جفن كم تجفو المنام حفيظة ... وكم أنت معقود برعي الكواكب
لعل الذي ترعاه ليس بحافظ ... لعهدك والأيام ذات عجائب
فكم منزل بدلته بعد منزل ... وكم صاحب عوضت عنه بصاحب
ولكن سأرعى من يخون مودتي ... ورعي الهوى في البعد أوجب واجب
وأذكر أوطاناً نعمت بظلها ... معاهد أحباب ومعني حبايب
أبليونش لا جانبت روضك الصبا ... [6] وجاد على مغناك صوب السحائب
فما شعب بوان ولا الغوطة التي ... زهت برياض بينها ومذانب
بأحسن من مرآك والبحر معرض ... وقد جال فيه الطرف من كل جانب
لقد طفت في شرقي البلاد وغربها ... فجانب طرفي غير تلك الجوانب
وما عهد أويات لدي مذمم ... ولا ذكر ميمات علي بذاهب
فكم لي بها من لذة مع معشر ... يحيون بالريحان يوم السباسب
كرام نمتهم للمعالي أكارم ... حسان الوجوه والحلى والضرائب [1] الإدريسي (د) : 186، وبروفنسال: 46، والترجمة: 59. [2] الإدريسي (د/ ب) 99/ 78، والبكري: 50. [3] الاستبصار: 137، والبكري: 106. [4] في ص ع: عبد الملك. [5] حينما خلع أهل سبتة طاعة الموحدين سنة 630هـ؟ قدموا عليهم الحاج أبا العباس اليناشتي (630 - 635) فلما عادوا إلى الطاعة، قبضوا عليه (البيان المغرب 3: 338 - 340ط. تطوان) وسيذكره في ((ينشتة)) . [6] في الأصلين: العجائب.
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : الحميري، ابن عبد المنعم جلد : 1 صفحه : 103