responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الديارات نویسنده : الشابشتي    جلد : 1  صفحه : 54
أيام أسحب فضل أيام الصبا ... في ظل عيش لا يزال أنيقا
بالرقة البيضاء إذ ترعى المها ... حقي ولا أرعى لهنّ حقوقا
أغدو على اللذات غير مراقب ... منعاً ولا متخوف تعويقا
في فنيةٍ خلعوا أعنّتهم فما ... يألون في طرق السداد مروقا
نازعتهم كأسهاً كأنّ نسيمها ... مسك تضوعّ في الاناء فتيقا
شقت قناع الليل لما غادرت ... كفّ النديم قناعها مشقوقا
صبغت سواد دجاه حمرة لونها ... فكأنها سبجٌ أعيد عقيقا
ولقد أقول لصاحبيّ ألا صلا ... لي بالصبوح على الفرات غبوقا
إن الفرات هو الرحيق وإنما ... تتعاطيان على الرحيق رحيقا
وله:
قد أحدق الورد بالشقيق ... خلال بستانك الأنيق
كأنه حوله وجوهٌ ... مستشرفات إلى حريق
فاشرب على ذا الشقيق كأساً ... تشرب عقيقاً على عقيق
وقال أيضاً:
أنّ شوقاً وللمحبّ أنين ... حين فاضت على الخدود الجفون
آه من زفرة ينشئها الشّو ... ق وداءٌ بين الضلوع دفين
كيف يسلوا الشجيّ أم كيف ينسى ال ... صبّ أم كيف يذهل المحزون
لا تلمني بالرقتين ودعني ... إن قلبي بالرقتين رهين
يا نديمي أما تحنّ إلى القصف ... فهذا أوان يبدو الحنين
ما ترى جانب المصلّى وقد أشر ... ق منه ظهوره والبطون
أُقحوان وسوسن وشقيقٌ ... وبهارٌ يجنى وآذريون
أُسرجت في رياضه سرج القط ... ر وطابت سهوله والحزون
إن آذار لم يذر تحت بطن ... الأرض شيئاً أكنّه كانون
وبدا النرجس البديع كأمثا ... ل عيونٍ ترنو إليها عيون
ما ترى جانب الهنى وقد أشر ... ق فيه الخيريّ والنسرين
صاح فيه الهزار، ناح به القم ... ريّ، غنّى في جوّه الشفنين
فلهذا قيصومه وخزاما ... هـ وذا الورد فيه والياسمين
وكأنّ الفرات بينهما عي ... ن لجينٍ يعوم فيها السّفين
كبطون الحيّات أو كظهور المشر ... فيات أخلصتها القيون
ما أتى الناس مثل ذا العام ... عامٌ لا ولا جاء مثل ذا الحين حين
بلدٌ مشرق الأزاهير موع ... وسحابٌ جمّ العزالى هتون
تتلاقى المياه: ماءٌ من المز ... ن وماءٌ يجري وماء معين
كم غدا نحو دير زكّي من قل ... بٍ صحيح فراح وهو حزين
لو على الدير عجت يوماً لألهّ ... ك فنون وأطربتك فنون
لائمي في صبابتي قدك مهلاً ... لا تلمني، إن الملام جنون
كم غزالٍ في كفه الورد مبذو ... لٌ وفي الخدّ منه وردٌ مصون
فإذا ما أجلت طرفي في خدّ ... يه جالت في القلب مني الظنون
لا سعيد من ليس يسعده ... جدّ سعيدٌ وطائرٌ ميمون
ولسانٌ مثل الحسام وقلبٌ ... صادق عزمه ورأي رصين
وقال أيضاً:
من حاكمٌ بين الزمان وبيني ... ما زال حتى راضني بالبين
فأما وربعيّ اللذين تأبدا ... لا عجبت بعدهما على ربعين
ما لي نأيت عن الهني وكنت لا ... أسطيع أنأى عنه طرفة عين
يا دير زكّى كنت أحسن مألفٍ ... منّ الزمان به على إلفين
وبنفسي المرج الذي ابتسمت لنا ... جنباته عن عسجدٍ ولجين

نام کتاب : الديارات نویسنده : الشابشتي    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست