نام کتاب : الجغرافيا المناخية والنباتية نویسنده : عبد العزيز طريح شرف جلد : 1 صفحه : 566
7- تمتاز الغابات الصنوبرية بقلة ما ينمو بين أشجارها من نباتات صغيرة، ويرجع ذلك بصفة خاصة إلى قلة ما يصل إلى سطح الأرض من ضوء الشمس بسبب تقارب الأشجار ودوام اخضرارها، أما في الغابات النفضية فتنمو بين الأشجار حياة نباتية كثيفة مكونة من حشائش وشجيرات، ويساعد على ظهورها كون الأشجار تنفض أوراقها في فترة من السنة، مما يسمح لأشعة الشمس بالوصول إلى سطح الأرض.
وتعتبر الغابات الصنوبرية أهم مورد للأخشاب اللينة في العالم، وأهم أنواع الأشجار التي تنمو بها هي الصنوبر "Pine" والشربين والشوكران "Fir" واللاريس "Larch" كما تنمو أشجار الأرز "Cedar" والسرو "Cypress" بكثرة على منحدرات الجبال المرتفعة في الأقاليم الدافئة أو الحارة كما هي الحال في المناطق الجبلية في حوض البحر المتوسط وهضبة الحبشة وشرق إفريقية.
وقد استغلت هذه الغابات على نطاق واسع في شمال أوروبا خصوصًا في السويد والنرويج وفلندة، وتقطع الأشجار عادة في فصل الشتاء ثم تجر على الجليد إلى مجاري الأنهار وتترك فيها حتى تنقلها المياه إلى المصب بعد انصهار الجليد، وتعتبر سيبيريا أكبر منطقة تغطيها الغابات الصنوبرية في العالم، إلا أن هذه الغابات ما زالت في جملتها بعيدة عن الاستغلال، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل منها:
1- قسوة المناخ وقلة السكان.
2- شدة كثافة الغابات وصعوبة اختراقها.
3- أن الأنهار المهمة في سيبيريا تتجه عمومًا من الجنوب إلى الشمال حيث تصب في المحيط المتجمد الشمالي، مما يقلل من أهميتها كطرق لنقل الأخشاب، ويلاحظ كذلك أن مياه هذه الأنهار تفيض على الأراضي التي حولها في الربيع والصيف، لأنه عندما ينصهر الجليد في أجزائها العليا تكون أجزاؤها الدنيا ما زالت متجمدة، ويترتب على ذلك تحول منطقة واسعة حولها إلى مستنقعات تزيد من صعوبة اختراق الغابات، وفضلًا عن ذلك فإن طغيان المياه وتراكمها على أرض الغابات بهذا الشكل يؤثر تأثيرًا سيئًا على الأشجار؛ لأنه يتلف الأخشاب ويقلل من قيمتها الاقتصادية.
نام کتاب : الجغرافيا المناخية والنباتية نویسنده : عبد العزيز طريح شرف جلد : 1 صفحه : 566