نام کتاب : الجغرافيا المناخية والنباتية نویسنده : عبد العزيز طريح شرف جلد : 1 صفحه : 414
المحيط به، ويساعد ذلك على امتداد الضغط المرتفع الآزوري عليه من ناحية الغرب وتكون الرياح السائدة على شمال إفريقية في هذا الفصل هي الرياح التجارية الشمالية الشرقية، وعلى الرغم من مرور هذه الرياح على مياه البحر المتوسط قبل وصولها إلى السواحل الشمالية فإنها تكون عديمة الأمطار لأنها تنتقل إلى مناطق أشد حرارة بكثير من حرارة البحر المتوسط نفسه، ويعتبر هذا العامل من الأسباب المهمة التي كان لها دخل في وجود الصحراء الكبرى.
ومما يلاحظ أن مياه البحر المتوسط لا تبرد برودة سريعة عقب انتهاء فصل الصيف بل إنها تظل محتفظة في فصل الخريف بكثير من حرارتها، ولهذا فإن درجة حرارتها في هذا الفصل تكون عادة أعلى من فصل الربيع الذي تأخذ درجة الحرارة في الارتفاع خلاله ببطء شديد.
ثالثا: التضاريس:
تختلف إفريقية عن غيرها من القارات في عدم وجود سلاسل جبلية كبرى بها من نوع الهيمالايا والألب والإنديز والروكي ولذلك فإنه بدلًا من الانتقال المناخي المفاجئ الذي يسببه وجود مثل هذه السلاسل نجد أن الأنواع المناخية المختلفة في القارة الإفريقية يتداخل بعضها في بعض بحيث يكون الانتقال تدريجيًّا من نوع إلى آخر. كما يلاحظ من ناحية أخرى أن المناطق السهلية التي يقل ارتفاعها عن 3000 متر فوق سطح البحر قليلة المساحة أيضًا؛ إذ إن ارتفاع القسم الأكبر من هذه القارة يتراوح بين 300 و1300 متر فوق سطح البحر، وفيما عدا جبال أطلس نلاحظ أن معظم الأقاليم المرتفعة في إفريقية موجودة بشكل نطاق عظيم يشغل معظم جنوب القارة وشرقها. ويمكننا أن نلخص أهم الأقسام التضاريسية في إفريقية فيما يلي:
1- سلاسل جبال أطلس وهضبة الشطوط وهي تفصل فصلًا يكاد يكون تامًّا بين مناخ البحر المتوسط في شمالها والمناخ الصحراوي إلى الجنوب منها، وأعظم هذه السلاسل ارتفاعًا في سلسلة أطلس العظمى في مراكش حيث يصل ارتفاع بعض قممها إلى حوالي 3000 متر أو أكثر.
نام کتاب : الجغرافيا المناخية والنباتية نویسنده : عبد العزيز طريح شرف جلد : 1 صفحه : 414