نام کتاب : الجغرافيا المناخية والنباتية نویسنده : عبد العزيز طريح شرف جلد : 1 صفحه : 363
بطبيعة الحال من الأمطار التي تسببها نفس الرياح عند هبوبها على الحافات الغربية، ويتميز مناخ الأقاليم الشرقية بأنه يتعرض لظهور نوعين من الأعاصير هما:
أولًا: الأعاصير المدارية التي تظهر في فصل الصيف عندما تدخل هذه الأقاليم في نطاق الرياح التجارية، ومن أمثلتها الهريكين في جزر الهند الغربية والتيفون في الصين.
ثانيًا: أعاصير المناطق المعتدلة وهي المنخفضات الجوية المعتادة التي تظهر في نطاق الرياح الغربية، وهي تسبب أمطار فصل الشتاء كما أنها قد تسبب بعض التقلبات الجوية التي يترتب عليها أحيانًا اندفاع الهواء القطبي من ناحية سيبيريا في آسيا ومن ناحية شمال كندا في أمريكا, وكثيرًا ما يندفع هذا الهواء بشكل عواصف ثلجية قارصة البرد جدًّا يترتب عليها في بعض الأحيان حدوث وفيات بين السكان فضلًا عن الخسائر الكثيرة في المحاصيل والثروة الحيوانية.
وإذا نظرنا إلى درجة الحرارة في مناخ الأقاليم المعتدلة الدافئة في شرق القارات عمومًا، نلاحظ أنها أميل إلى الاعتدال في فصل الشتاء، ففي هذا الفصل يبلغ المعدل الحراري حوالي 10 ْ مئوية، ومع ذلك فكثيرًا ما يظهر الصقيع وتنخفض الحرارة إلى درجة التجمد في أثناء الليل خصوصًا في المناطق الداخلية التي تبعد عن المؤثرات البحرية، أما فصل الصيف فشديد الحرارة عمومًا حيث ترتفع درجة الحرارة في أثناء النهار في معظم أيامه إلى أكثر من 30 ْ مئوية، ومما يزيد في قسوة هذه الحرارة أن الرطوبة في الهواء تكون مرتفعة ولهذا السبب كان فصل الصيف هو أقل فصول السنة نشاطًا وأكثرها أمراضًا، حيث تنتشر فيه كثير من الأوبئة خصوصًا الملاريا التي تزداد بسببها نسبة الوفيات، ولا تنتهي هذه الحالة السيئة بانتهاء فصل الصيف مباشرة، بل إنها تستمر في خلال الأسابيع الأولى من فصل الخريف ولهذا نجد أن المعدل
نام کتاب : الجغرافيا المناخية والنباتية نویسنده : عبد العزيز طريح شرف جلد : 1 صفحه : 363