نام کتاب : الجغرافيا المناخية والنباتية نویسنده : عبد العزيز طريح شرف جلد : 1 صفحه : 359
تسقط كثير من أمطار التضاريس على السواحل المرتفعة التي تقف في طريق الرياح الممطرة مباشرة، كما هي الحال على ساحل دالماشيو فهذا الساحل يعتبر من أغزر جهات أوروبا مطرًا، حيث يزيد معدل الأمطار في معظم أجزائه على 250 سنتيمترًا في السنة.
ويختلف طول الفصل الممطر وكمية المطر في أقاليم البحر المتوسط على حسب الظروف المحلية، ولكن يلاحظ عمومًا أن طول الفصل الممطر يتناقص تدريجيًّا كلما اتجهنا نحو خط الاستواء حتى ينتهي في الصحاري المدارية، وعلى العكس من ذلك يزداد طول هذا الفصل تدريجيًّا كلما اتجهنا نحو القطبين حتى نصل إلى مناطق يسقط فيها المطر طول العام، وتدخل هذه المناطق الأخيرة ضمن نوع آخر من المناخ هو مناخ الحافات الغربية في الأقاليم المعتدلة الباردة وهو النوع الذي يشتهر باسم "مناخ غرب أوروبا" فبينما نجد على سبيل المثال أن الفصل الممطر في مدينة تونس يشمل سبعة أشهر نجد أنه يشمل تسعة أشهر في باليرمو وأحد عشر شهرًا في نابلي، ويشمل السنة كلها في مدينة جنوه.
ونظرًا لأن أمطار مناخ البحر المتوسط تأتي، كما سبق أن أشرنا، من البحار الغربية، فإنها تتناقص تدريجيًّا كلما ابتعدنا عن هذه البحار نحو الشرق حتى نصل إلى أقاليم شبه صحراوية أو صحراوية في الداخل، ويمكننا أن نلاحظ هذا التناقص بوضوح إذا قارنا كميات الأمطار في بعض المحطات الواقعة على ساحل البحر المتوسط بعضها ببعض، فإذا أخذنا مثلًا معدلات الأمطار في مدن الجزائر وطرابلس والإسكندرية وبورسيعد نجد أنها على الترتيب هي 75 و34 و20 و10 سنتيمترات، وذلك مع العلم بأن معدل الأمطار في مناخ البحر المتوسط المثالي يتراوح عمومًا بين 60 و85 سنتيمترًا في السنة، راجع الجدول رقم "22".
نام کتاب : الجغرافيا المناخية والنباتية نویسنده : عبد العزيز طريح شرف جلد : 1 صفحه : 359