نام کتاب : الجغرافيا المناخية والنباتية نویسنده : عبد العزيز طريح شرف جلد : 1 صفحه : 162
ومن أقرب حوادث الأعاصير المفجعة إلى الأذهان فهو ذلك الإعصار الذي أصيبت به المناطق الساحلية من باكستان الشرقية في نوفمبر سنة 1970 وقتل بسببه ما يقرب من نصف مليون شخص، بالإضافة إلى أعداد أكبر بكثير من الجرحى والذين أصبحوا بدون مأوى. وقد زادت سرعة الرياح في هذا الإعصار عن 80 عقدة في الساعة. وطغت مياه البحر على المناطق الساحلية وغرقت جزر بأكملها بكل سكانها، وتشتهر الولايات الهندية المطلة على خليج البنغال بهذا النوع من الأعاصير فلا يكاد يمر عام إلا وتصاب بواحد منها.
7- 3- 2- نشأتها:
تنشأ الأعاصير المدارية بصفة خاصة على الأجزاء الغربية من المحيطات وذلك في منطقة الركود الاستوائي، حيث يساعد سكون الهواء على رفع درجة حرارة الطبقات السفلى منه بسرعة مما يؤدي إلى نشاط التيارات الصاعدة وحدوث حالة عدم استقرار في الهواء، وفضلًا عن ذلك فإن التيارات المائية الاستوائية تنقل باستمرار إلى الأجزاء الغربية من المحيطات مقادير كبيرة من المياه السطحية الدافئة، التي يكون الهواء فوقها محملًا بكميات عظيمة من بخار الماء اللازم لتكوين الأمطار المتدفقة، التي تعتبر من الظاهرات الرئيسية التي تلازم الأعاصير.
ويلاحظ مع ذلك أن هذه الأعاصير لا تظهر عند خط الاستواء نفسه لأن الرياح التي تعبر هذا الخط من الشمال إلى الجنوب أو العكس لا تنحرف الانحراف الكافي الذي يمكن أن يساعد على إحداث الحركة الدورانية التي تتميز بها الأعاصير المدارية، ويقصد بها دوران الهواء بسرعة حول مركز الإعصار على شكل دوامة، ولكن كلما بعدنا شمالًا أو جنوبًا عن خط الاستواء ساعد دوران الأرض على انحراف الرياح وإحداث هذه الحركة الدورانية، ولهذا السبب نجد أن الأعاصير لا تنشأ غالبًا إلا في الفصل الذي تتزحزح فيه منطقة الركود الاستوائية إلى أبعد وضع لها عن خط الاستواء نحو الشمال أو نحو
نام کتاب : الجغرافيا المناخية والنباتية نویسنده : عبد العزيز طريح شرف جلد : 1 صفحه : 162