responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلدان نویسنده : ابن الفَقيه    جلد : 1  صفحه : 138
قال: بل هذا. فقالوا: بالذي نزع عن قلوبنا الشهوات، ووفّقنا لطاعته، وقوّانا على العبادة، ما تزيّنت امرأة منّا قطّ بشيء من هذا، ولا انتفعنا به بفصّ خاتم. فأقام عندهم إلى السبت الآخر حتى سكن البحر فجازه حتى أتى معسكره فيقال: إنهم القوم الذين ذكرهم الله جلّ وعزّ في كتابه فقال وقوله الحقّ: وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ
قال: فلمّا ملك ناشر ينعم تجهّز وسار في جمع لا يحصى عددهم نحو المغرب، حتى إذا بلغ وادي الرمل أراد أن يجوزه فلم يجد مجازا، فأقام إلى يوم السبت، فلمّا سكن الرمل يوم السبت أرسل نفرا من أصحابه وأمرهم أن يقطعوه، ثم يقيموا من ذلك الجانب إلى السبت الآخر، ثم ينصرفوا إليه بخبر ما رأوه، فساروا يرمهم ذلك حتى هجم عليهم الليل قبل أن يقطعوه، فجرى ذلك الرمل فغرقوا فيه، فلمّا رأى ذلك ولم يرجع إليه من أصحابه أحد، أمر بصنم فنصب على حافّة الوادي، وكتب على جبهته: ليس ورائي لامرئ مذهب فلا يتكلّفنّ أحد المضيّ إلى الجانب الآخر، ثم انصرف إلى مملكته.
ومن طرقلة إلى مدينة غانة مسيرة ثلاثة أشهر مفاوز وقفار، وبلاد غانة ينبت فيها الذهب نباتا في الرمل، كما ينبت الجزر ويقطف عند بزوغ الشمس، وطعامهم الذرة واللوبياء، ويسمّون الذرة الدخن، ولباسهم جلود النمور وهي هناك كثيرة.
ومعدن الفضّة والذهب بموضع يقال له تدمير، بينه وبين قرطبة عشرة أيّام، ومعدن الفضّة في أعلى مدينة يقال لها جيّان، وبها معدن الزيبق في موضع يقال له فحص البلّوط، ومن معدن الزيبق إلى قرطبة خمسة أيّام، وأهلها بربر وهم في سلطان الأمويّ.
ويتاخم الشرك أمّة يقال لها علجشكش وهي قريبة من البحر.
وبقرطبة دار الضرب في موضع يقال له باب العطّارين، وليس في دراهمهم مقطّعة، ولهم فلوس يتعاملون بها ستّين فلسا بدرهم، ودراهم تسمّى طبليّا.
وللأمويّ جند وديوان يعطيهم أرزاقهم من العرب والموالي وغيرهم. قرطبة طيّبة الهواء لا يحتاجون في الصيف إلى خبش، وبها عيون وآبار، وعندهم ثلج يقع على جبل يقال له شلير، بينه وبين قرطبة أربعة أيّام، وبقرطبة آبار طيّبة عذبة باردة،

نام کتاب : البلدان نویسنده : ابن الفَقيه    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست